جدد المسؤولون الإيرانيون، أمس، المطالبة بضمانات دولية لمبادلة الوقود النووي تترجم بـ«عملية تبادل متزامنة على الأراضي الإيرانية»، في وقت استبعد فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي يقوم بجولة في أميركا اللاتينية، أي هجوم عسكري ضد بلاده.وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين ميهمانباراست، أمس، أن إيران ليست معارضة لإرسال مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب للخارج. وأضاف «نريد أن يرسل اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 بالمئة إلى الخارج في ظل ظروف تجعلنا متأكدين من أننا سنتسلم الوقود المخصب بنسبة 20 بالمئة». وأوضح أنه بالنسبة «للضمانات، لن نقترح أي شيء سوى إمكان تبادله (الوقود) على أرض إيرانية». بدوره، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي أمس أن إيران «بحاجة الى ضمانات ملموسة» بتسليمها الوقود. وقال، لتلفزيون «العالم» الإيراني، «إذا لم نحصل على هذه الضمانة، فقد ندرس خيارات أخرى»، ملمحاً بذلك الى أن إيران قد تعمد الى تخصيب اليورانيوم بنفسها الى نسبة 20 في المئة.
وفي السياق نفسه، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أکبر صالحي إن الضمانات الملموسة التي تريدها إيران هي أن يجري تبادل الوقود بالتزامن في إيران.
وفي سياق متصل بالملف النووي الإيراني، قال المتحدث باسم الخارجية الروسية اندري نستيرينكو، إن بلاده تتوقع «رداً إيجابياً سريعاً» من طهران على اقتراح تخصيب اليورانيوم. وأضاف «من هنا، فإن مسألة تبني عقوبات باتت خارج البحث».
وفي ما يتعلق بالتعاون الروسي الإيراني، حذر قائد قوات الدفاع الجوي الجنرال محمد حسن منصوريان من أن إيران يمكن أن تلاحق روسيا قضائياً إذا أخلّت باتفاق يقضي بتزويد طهران بنظام صواريخ من طراز «اس-300»، معتبراً أن «الروس يتعرضون لضغط من اللوبي الصهيوني والولايات المتحدة حتى لا يفوا بالتزاماتهم».
في غضون ذلك، أكد نجاد، خلال وجوده في البرازيل في إطار جولته اللاتينية، أن «عصر الهجمات العسكرية انتهى حالياً»، قائلاً «نحن في مرحلة حوار وتفاهم. الأسلحة والتهديدات هي شيء من الماضي». ورأى أن هذا الأمر واضح «حتى للأشخاص المتخلفين عقلياً». وأضاف إن «الذين تشير إليهم (إسرائيل والولايات المتحدة) لا يتمتعون بالشجاعة لمهاجمة إيران وهم حتى لا يفكرون بهذا الأمر». وجدد تأكيده أن إيران لا تزال مهتمة بشراء اليورانيوم المخصب أو ببرنامج للتبادل تشرف عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن ليس بأي شروط.
من ناحيته، حض الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا نظيره الإيراني على العمل من أجل إيجاد «حل عادل» مع الغرب لبرنامج طهران النووي، مؤكداً «حق إيران في تطوير برنامجها النووي لأهداف سلمية». وشدّد على ضرورة التحاور مع إيران، قائلاً «إذا كانت إيران لاعباً أساسياً، فمن الضروري أن يجلس أحدهم معها ويتحاور لإعادة الوضع إلى حالة طبيعية». ورأى أن «من يرفضون الحوار ليسوا أقل تعصباً من الذين يرفضون السلام». ووجه لولا ملاحظات إلى إيران من دون تسميتها قائلاً «ستبقى البرازيل دولة تدافع عن حقوق الإنسان وعن حرية الانتخاب وتندد بكل تعصب أو عنف».
من جهةٍ ثانية، أقر المواطن البلجيكي جاك موسيو، المعروف بتجارته بالسلاح، في الولايات المتحدة أنه باع إيران بشكل غير مشروع قطع غيار لمقاتلات أميركية الصنع، حسب ما أعلنت وزارة العدل الأميركية.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام أن صحيفتي «همشهري» و«خبر» قد أغلقتا، الأولى لنشرها إعلاناً يروّج للسياحة في الهند ويتضمن صورة لمعبد خاص بالعقيدة البهائية المحظورة، فيما نقلت صحيفة «اعتماد» الإيرانية عن ناشري صحيفة «خبر» قولهم إنهم قرروا وقف النشر نتيجة ضغوط غير محددة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، مهر، ارنا)