خاص بالموقع- أعلن البيت الأبيض، أمس، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيعلن استراتيجيته الأفغانية الثلاثاء المقبل، في خطاب إلى الأمة سيلقيه في أكاديمية ويست بوينت العسكرية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، أمس، إن الولايات المتحدة لن تبقى «ثمانية أو تسعة أعوام أخرى» في أفغانستان، بالتزامن مع إبداء رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تفاؤله بأن الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمالي الأطلسي سيعلنون الأسبوع المقبل إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان.
وقال براون أمام البرلمان «أعتقد أنه في الأسبوع المقبل سنرى الحكومة الأميركية وباقي دول الحلف الأطلسي تتبنّى استراتيجية تقضي بأنه ستكون لدينا القوات الضرورية التي ستمكّننا من إفساح المجال لحل سياسي في أفغانستان يجعل شوارعنا أكثر أمناً».

وفي سياقٍ متصل، أشارت صحيفة «ديلي تليغراف»، في عددها الصادر اليوم، إلى أن وزير الدفاع البريطاني بوب إينزوورث وجّه انتقادات علنية إلى الرئيس أوباما بسبب تأجيله بتّ قرار إرسال قوات أميركية إضافية إلى أفغانستان، في خروج عن المألوف في العلاقات الأميركية ـــــ البريطانية.

ونسبت الصحيفة إلى وزير الدفاع البريطاني قوله، أمام اللجنة البرلمانية لشؤون الدفاع، «إن عدم وجود اتجاه واضح في واشنطن جعل من الصعب على الوزراء البريطانيين إقناع الرأي العام البريطاني بدعم المهمة في أفغانستان في وجه ارتفاع عدد القتلى في صفوف القوات البريطانية».

في هذه الأثناء، رفض القائد الأعلى لحركة طالبان، الملا محمد عمر، في رسالة نشرت اليوم لمناسبة عيد الأضحى، عرض الرئيس الأفغاني حميد قرضاي إجراء مفاوضات مع الحركة.

وقال الملا عمر الذي أعلن نفسه رئيساً «لإمارة أفغانستان الإسلامية»، إن «المحتلين لا يريدون مفاوضات تهدف إلى ضمان استقلال أفغانستان وإنهاء اجتياحهم، لكنهم يريدون فقط إطالة أمد احتلالهم الشيطاني».

وأضاف «لكن الشعب الأفغاني سيرفض أي مفاوضات تطيل أمد الوجود العسكري للمحتلين في بلادنا وتشرّعه»، واصفاً مرة جديدة نظام كابول بأنه «دمية» في أيدي الأميركيين.

كذلك أشاد الملا عمر بالأفغان لأنهم أفشلوا «الخدعة الأميركية ورفضوا المشاركة في الانتخابات الرئاسية». ودعا زعيم طالبان «المجاهدين» إلى مزيد من الحرص على حماية السكان في أثناء العمليات الانتحارية. وقال الملا عمر «ركّزوا على المحتلين وأتباعهم، فمن واجب كل مسلم حماية حياة المدنيين، والشريعة لا تجيز قتلهم».

وأضاف «عدوّنا الخبيث يشنّ هجمات دموية على تجمعات سكنية يحاول نسبها إلينا لتشويه اسمنا». ووجه الملا عمر في ختام رسالته نداءً إلى سكان الدول الأوروبية التي نشرت جنوداً في أفغانستان قائلاً «كل يوم يستشهد أطفالنا، كبارنا ونساؤنا بسبب قصفكم. والنضال ضد هذه الفظائع حق مشروع لنا». وأضاف «جلّ ما نريده هو إقامة نظام إسلامي مستقل في بلادنا، يحمي حقوق الرجال والنساء معاً».

من جهةٍ ثانية، قررت الحكومة الأفغانية أمس زيادة رواتب الجيش والشرطة بنسب تتراوح بين 33% و65%، تبعاً لخطورة الإقليم الذي يخدمون فيه، وذلك لرفع معنويات العناصر ومكافحة الفساد والحدّ من حالات الفرار من الخدمة، كما أعلن وزير الداخلية محمد حنيف اتمار أمس. وقال خلال مؤتمر صحافي، إن راتب الشرطي البالغ 120 دولاراً شهرياً سيُزاد بمقدار 75 دولاراً للعناصر العاملين في الأقاليم الأكثر خطورة في البلاد و40 دولاراً للبقية.

كذلك سترفع رواتب الجنود بالنسب نفسها، وفقاً للآلية ذاتها. وأوضح الوزير أن الولايات المتحدة التي تدفع حالياً رواتب القوات الأفغانية التي يقارب عددها مئتي ألفاً، ستأخذ على عاتقها هذه النفقات الإضافية لمدة عام واحد، على أن تسهم لاحقاً دول أخرى من حلف شمالي الأطلسي في تحمّل هذا العبء.

ميدانياً، أعلن أمس مقتل جندي دنماركي في انفجار عبوة ناسفة قرب قاعدة باركزاي في ولاية هلمند، ليرتفع عدد الجنود الدنماركيين الذين قتلوا منذ انتشار القوات الدولية في أفغانستان في أواخر 2001 إلى 28.



(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)