بدأ مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذريّة، في فيينا أمس، اجتماعاً يستمر يومين لبحث إدانة محتملة لإيران في ملفها النووي المثير للجدل، على وقع تهديدات مندوب الجمهورية الإسلامية، علي أصغر سلطانية، بـ«خفض» التعاون مع الوكالة إلى الحدّ الأدنى في حال صدور قرار يدينها لإخفائها موقعاً نووياً جديداً، ودعوات من موسكو وبكين لطهران إلى التجاوب مع اقتراح الوكالة.وأعرب المدير العام لوكالة الطاقة، محمد البرادعي، عن «خيبة أمله» للمماطلة الإيرانية، مؤكّداً أن عرضه «متوازن وعادل» و«من شأنه أن يسهم إلى حد كبير في تبديد المخاوف الناتجة من البرنامج النووي الإيراني». ودعا إلى «الانتقال من المواجهة إلى التعاون وفتح الطريق أمام حوار واسع النطاق بين إيران والأسرة الدولية».
كذلك رأى البرادعي أن تحقيق الوكالة بشأن الطبيعة الفعلية للبرنامج النووي الإيراني «يراوح مكانه». وقال «منذ أكثر من سنة، لم يحصل تحرك» من جانب إيران باتجاه كل المسائل العالقة. وأضاف «لقد وصلنا في الواقع إلى نقطة المراوحة إلّا إذا قبلت إيران الالتزام تماماً بالتعاون معنا».
وأوضح البرادعي أن «الإعلان المتأخر لإيران يطرح أسئلة عن احتمال وجود منشآت نووية أخرى قيد الإنشاء من دون إبلاغ الوكالة عنها»، متحدّثاً بالتالي عن «غياب الثقة».
وبالتزامن مع عقد مجلس الخبراء، حذّر سلطانية، في تصريح لصحيفة «سودوتش تسايتونغ» الألمانية، من أن أيّ قرار ضدّ إيران يمكن أن «يعرّض الأجواء البنّاءة الحالية للخطر»، وأن تترتب عليه «عواقب طويلة الأمد»، محذّراً من أن تعاون طهران مع الوكالة الدولية سيكون «مقتصراً على الحد الأدنى الملزم لنا قانونياً».
وحاولت الدول القريبة من إيران حثّها على التعاون بطريقة أوثق مع الوكالة. ودعت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، إيران إلى الالتزام بمبادئ الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه أثناء مفاوضات جنيف.
بدوره، أعلن نائب وزير الخارجية الصيني، هي يافي، أن بلاده «من حيث المبدأ» تنظر في دعم قرار وكالة الطاقة لمطالبة إيران بتجميد العمل على الفور في موقع التخصيب قرب قم. وأضاف «نأمل أن ترسل الوكالة إشارة إلى أنه ينبغي لإيران الاستجابة لاقتراحها بأسرع وقت ممكن، وفي الوقت نفسه، نأمل أن هذه القضية يمكن حلها من خلال التشاور».
في غضون ذلك، انتقل الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى السنغال، بعد ختام جولته في أميركا اللاتينية، والتقى الرئيس السنغالي، عبد الله واد.
وكان نجاد قد قال في فنزويلا، محطته الأخيرة في جولته اللاتينية، إن «الشعبين الإيراني والفنزويلي كوّنا جبهة مشتركة في وجه استكبار الإمبريالية العالمية».
من جهته، انتهز الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز زيارة نجاد ليصف إسرائيل بأنها «ذراع قاتلة» للولايات المتحدة. كما أعرب عن ثقته بأن إيران ليست بصدد صنع القنبلة الذرية.
ووقّع الزعيمان خلال الزيارة عدداً من اتفاقات التعاون الاقتصادي، تخلّلها أيضاً إعلان افتتاح خط طيران مباشر قريباً بين طهران وكراكاس.
من جهةٍ ثانية، أصدرت محكمة إيرانية حكماً على أحد قادة التيار الإصلاحي في إيران، بهزاد نبوي، بالسجن ست سنوات لمشاركته في التظاهرات التي تلت الانتخابات الرئاسية في حزيران الماضي، قبل أن يُفرج عنه بكفالة قدرها ثمانية مليارات ريال (800 ألف دولار) بانتظار الاستئناف.
وفي السياق، دانت إيران، أمس، الباحث الإيراني، كيان تاجبخ، بتهم تجسس جديدة، بعدما حكم عليه بالسجن في وقت سابق 15 عاماً، ما يشير إلى احتمال رفع مدة سجنه.
إلى ذلك، قال أمين منظمة حلف شمالي الأطلسي اندرس فوغ راسموسن إن الحلف سيحمي دوله الأعضاء والسكان من خلال الدرع المضادة للصواريخ إذا حصلت إيران على قنبلة نووية.
(أ ف ب، يو بي آي)