خاص بالموقع- أكد التحقيق الروسي، أمس، أن «عملاً إرهابيّاً» وراء الاعتداء الذي أدى إلى خروج قطار «نيفسكي اكسبرس» المتوجّه من موسكو إلى سان بطرسبرغ عن مساره مساء الجمعة ومقتل 26 شخصاً على الأقل. وأعلنت وزيرة الصحة والتنمية الاجتماعية الروسية، تاتيانا غوليكوفا، أمس، أن حصيلة ضحايا الحادث بلغت 26 قتيلاً، بينهم 6 أجانب، وأصيب 96 آخرون بجراح، ولا يزال 26 شخصاً في عداد المفقودين.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن غوليكوفا قولها إن القتلى الأجانب هم: إيطالي وبلجيكي وأوكرانيان وآذربيجاني وبيلاروسي. إلا أن وكالة «انترفاكس» أوردت نقلاً عن مصدر أمني روسي أن عدد القتلى مرشّح للارتفاع بعد العثور على أشلاء جثث لم يُتعرّف إليها.

وكان رئيس جهاز أمن روسيا ألكسندر بورتنيكوف قد أبلغ الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف، الذي أمر بتحقيق شامل، أن عبوة ناسفة تزن نحو سبعة كيلوغرامات من مادة التروتيل الشديدة الانفجار سبّبت إخراج القطار عن سكّته، بعد تفجيرها مساء يوم الجمعة الماضي. وأكد العثور على مواد متفجرة في موقع كارثة القطار.

وأشارت «نوفوستي» إلى أن المحققين وضعوا احتمالات عدة للانفجار، أهمها وقوع عمل إرهابي. كذلك أعلن المتحدث باسم لجنة التحقيق التابعة للنيابة العامة الروسية فلاديمير ماركين «بالتأكيد كان هذا عملاً إرهابياً»، مشيراً إلى «أن التحقيقات لا تزال مستمرة لمعرفة المتورطين في الجريمة». وأوضح أن المحققين وقسم الأدلة الجنائية يتابعون معاينة موقع الحادث. وأضاف «في الوقت الراهن من المبكر الحديث عن مشتبه فيهم».

وفي السياق، ذكرت قناة «فيستي» الإخبارية الروسية أن فريق التحقيق لا يستبعد أن يكون ضابط سابق في الجيش الروسي، اسمه بافيل كوسولابوف، المساعد السابق للزعيم الشيشاني المتمرد إسماعيل باساييف، وراء عملية تفجير القطار.

وقال وزير الداخلية الروسي، رشيد نور علييف، إن «مجرمين تركوا آثاراً ستساعد في كشف الجريمة»، مؤكداً أن الشرطة تملك أدلة تشير إلى مشاركة «عدة أشخاص» في الاعتداء.

بدوره، أعلن رئيس هيئة السكك الحديدية في روسيا، فلاديمير ياكونين، أن عبوة ناسفة أخرى انفجرت في مكان تفجير القطار يوم السبت من دون أن تصيب أحداً بأذى. كذلك كشف عن وجود أوجه شبه كثيرة بين ما حدث الجمعة وانفجار وقع في 13 آب 2007 أخرج قطاراً مماثلاً عن القضبان، وأدى وقتها إلى إصابة 60 شخصاً بجراح. واعتقل رجال الأمن وقتذاك اثنين من سكان انغوشيا أحد الأقاليم القوقازية الروسية.

وأقام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية كيريلس قداساً في كاتدرائية المسيح المخلّص في موسكو لراحة أنفس ضحايا الهجوم. وقال البطريرك إن كارثة قطار «نيفسكي اكسبرس» بمثابة التحدي الذي يواجه روسيا ويهدف إلى «إخافة جميع السكان في روسيا».

وأشار، في بيان نشر على موقع بطريركية موسكو الإلكتروني، إلى أن على شعبنا «ألا يعتاد أحداثاً مشابهة».

(يو بي آي، رويترز، أ ف ب، نوفوستي)