بعد الاستفتاء الذي جرى في سويسرا أمس وانتهى بتأييد 57.5 في المئة من المواطنيين لمصلحة قانون قدمه اليمين الشعبوي يُجيز حظر بناء المآذن في الجوامع الإسلامية، تراوحت ردود الفعل الأوروبية بين التعبير عن الصدمة من النتيجة السلبية التي تدل على عدم التسامح وبين اعتبارها إشارة إلى الخوف من الأسلمة يجب أخذها بجدية، فيما أدان المسلمون النتيجة التي تعبر عن «الإسلاموفوبيا».وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إنه «صُدم قليلاً بهذا القرار السلبي بالنسبة لقلق السويسريين أنفسهم لأنه إذا كنا لا نريد بناء مآذن فهذا يعني أننا نقمع ديانة». وأضاف «آمل أن يتراجع السويسريون عن هذا القرار بسرعة»، مؤكداً أن هذا التصويت «يعبر عن عدم التسامح وأنا أكره عدم التسامح».
ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا كان يؤيد منع البرقع في فرنسا، قال كوشنير إنه «لا يعرف». لكنه أضاف أن «البرقع يمثّل مساساً بحقوق المرأة التي يجب حمايتها». واعتبر أن البرقع «تقييد لحريتها وفي المكاتب العامة أعتقد أنه يجب رفضه. الآن يتجولن بالبرقع في الشارع، هذه حرية إضافية».
وفي برلين، قال القيادي في الاتحاد المسيحي الديموقراطي (الذي تتزعمه المستشارة آنجيلا ميركل) فولفغانغ بوسباخ إن انتصار مناهضي بناء المآذن في الاستفتاء الذي جرى في سويسرا «ينم عن خوف من أسلمة البلد، موضحاً أنه خوف موجود أيضاً في ألمانيا ويجب أخذه على محمل الجد».
وفي العالم الإسلامي، أدانت أكبر منظمة مسلمة في إندونيسيا «جمعية نهضة العلماء» نتيجة الاستفتاء على منع بناء المآذن في سويسرا معتبرة أنه «ينم عن كراهية وعدم التسامح».
كذلك أدانت الجماعات الإسلامية في باكستان نتيجة التوصيت، ووجدت أنه «إسلاموفوبيا متطرفة».
وفي لبنان أدان المرجع الديني الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله نتيجة الاستفتاء وأدرجها في إطار حملة «تشويه» للإسلام تؤدي إلى حالة من «العنصرية» ضدهم. وحذر المرجع الديني المسلمين من «أن يندفعوا باتجاه العنف تحت وطأة ذلك»، داعياً إياهم إلى «أن يكونوا إيجابيين مع مواطنيهم السويسريين، حتى مع الذين صوّتوا لمصلحة قرار منع المآذن في سويسرا».

(أ ف ب)