Strong>لا يزال القرار الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بإدانة إيران لإنشائها محطة نووية جديدة بالقرب من قم، محل ردود فعل متباينة بين طهران والغرب، الذي وجد في هذه الإدانة فرصة للتهديد بعقوبات جديدةصعّد الغرب أمس من لهجته تجاه طهران. ولوّحت كل من لندن وباريس وبرلين بعقوبات محتملة ضد إيران، إثر إعلان الأخيرة عزمها على بناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم. غير أن رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، علي لاريجاني، رأى أنه لا تزال هناك فرصة دبلوماسية وأن من مصلحة الدول الكبرى انتهازها.
وأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، أمس، أن لندن قد تفكر مع نهاية العام بفرض عقوبات جديدة على طهران، رداً على إعلان إيران أول من أمس عن نيتها بناء 10 محطات نووية جديدة، وقال المتحدث إن «الأولوية» لا تزال للعمل في شكل تؤتي المباحثات ثمارها.
لكنه تدارك أن الحكومة البريطانية قد تفكّر عندما يحين الوقت، «وربما سيحصل ذلك بحلول نهاية العام»، باتّباع توجّه ثنائي يقضي بربط سلسلة جديدة من العقوبات بالحوار.
أمّا وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، فقد رأى أن «عناد (إيران) لجهة تجاهلها طلبات» وكالة الطاقة، من خلال قرارها بناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم، أمر «بالغ الخطورة بكل المقاييس».
وتساءل كوشنير، في حديث إلى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، «لماذا الإعلان اليوم عن برنامج لبناء عشرة مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم، فيما لا تملك إيران مفاعلاً نووياً واحداً لاستهلاك هذا الوقود؟». وتابع «نحن لا نتحرك ضد إيران، بل من أجل السلام».
بدوره، قال وزير الدفاع الفرنسي، إيرفيه موران، إنه سيكون «من الضروري على الأرجح السير باتجاه عقوبات اقتصادية جديدة إذا رفضت إيران الدخول في محادثات» جديدة.
كذلك رأى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، أن قرار طهران بناء محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم هو «قرار سيئ». غير أنه أعرب عن أمله، في مؤتمر صحافي في بروكسل، «أنه لا يزال هناك إمكان ليبدل (الإيرانيون) رأيهم».
سولانا: قرار طهران بناء محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم قرار سيئ
وفي السياق، قال وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، في بيان، إن «من الواضح أن إعلان إيران التوسع في تخصيب اليورانيوم يسير في الاتجاه الخطأ»، مضيفاً أنه «يجب أن تعلم إيران أن صبر المجتمع الدولي له نهاية». وهدّد بأن على «إيران إذا رفضت يد المجتمع الدولي الممدودة، فإن عليها أن تقبل مزيداً من العقوبات».
وفي طهران، أعلن وزير الطاقة الروسي، سيرغي شماتكو، أن بلاده تأمل في تجنب تصعيد مع طهران بشأن برنامجها النووي، مبدياً «أمله بأن تتواصل المفاوضات» بين إيران ووكالة الطاقة.
وقال شماتكو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، إن «التوصل إلى اتفاق بنّاء بين طهران ومجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا المعنية بالمفاوضات مع طهران)، ينطوي على أهمية كبرى بالنسبة إلى المصالح الروسية، ولا نريد تصعيداً».
في المقابل، أكد متكي مجدداً أن إيران لن تتخلى أبداً عن حقوقها «المشروعة» في مجال التكنولوجيا النووية المدنية. وقال، لشبكة التلفزيون الإيراني «برس تي في»، إن «القرار (وكالة الطاقة) ضد إيران ليس منطقياً، إنه عمل ظالم. إنها شريعة الغاب». ورأى «أن مثل هذه الإجراءات تعرقل أسس مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية».
بدوره، قال رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، إن طهران تسعى إلى حل دبلوماسي للنزاع حول برنامجها النووي، واصفاً قرار مجلس حكام وكالة الطاقة بشأن برنامجها النووي بأنه «مغامرة وغير حكيم».
وأضاف، في مؤتمر صحافي، «أعتقد أنه لا تزال هناك فرصة دبلوماسية وأن من مصلحتهم انتهازها». إلا أنه خاطب الغرب بالقول «أعتقد أن خطواتهم تضرّ بمعاهدة منع الانتشار النووي أشدّ الضرر. الآن ليس هناك فرق بين أن تكون عضواً في معاهدة منع الانتشار النووي أو لا».
إلى ذلك، أعلن رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن قرار بلاده إنشاء 10 منشآت نووية جديدة جاء «رداً حازماً على الإجراء ـــ الفضيحة ـــ لمجموعة 5+1 في الاجتماع الأخير لوكالة الطاقة».
ونقلت وكالة «إيلنا» الإيرانية عن صالحي قوله إن بلاده احتاجت لأن ترد بقوّة على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اتخذ يوم الجمعة الماضي، مضيفاً «ما كان لدينا أي نية لبناء منشآت كثيرة مثل موقع ناتنز، لكن يبدو أن الغرب لا يريد أن يفهم رسالة إيران
السلمية».
(أ ف ب، رويترز، أ ب، إرنا)