عاد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى إدخال «دبلوماسيّته الإنسانية» في صلب السياسة الخارجية لبلاده، من خلال ربطه للاتفاقات العسكرية مع روسيا بتغييرات سياسية من جانبها
اتهم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، أمس، موسكو بأنها لا تنفذ الموجبات التي تنص عليها خطة السلام التي توصّل إليها الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي ديمتري مدفيديف، والهادفة إلى حل النزاع بين روسيا وجورجيا المتعلّق بإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
ويزور كوشنير موسكو حالياً للمشاركة في اجتماع مجلس التعاون الأمني الفرنسي ـــــ الروسي الذي ينعقد غداة إصدار مفوضية الاتحاد الأوروبي تقريراً عن الحرب الجورجية الروسية العام الماضي. ونقلت عنه وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» قوله، في حديث إلى إذاعة «صدى موسكو»، إن «المراقبين الأوروبيين يجب أن يكونوا موجودين على الحدود بين جورجيا والإقليمين الانفصاليين لأن الوضع في المنطقة حذر». وأشار إلى أن «الاستفزازات من الطرفين أسهمت في إشعال النزاع».
وأضاف كوشنير أن الروس لا يزالون يحتفظون بآلاف العناصر في المنطقة الحدودية مع جورجيا، مشيراً إلى أن «روسيا تتابع احتلالها لأراضٍ ليست تابعة لها (جمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا)» وفقاً للمترجم، كما «يجب ألا تعدّل حدودها (روسيا) عبر الحرب».
يشار إلى أن وقف إطلاق النار بين الجانبين الروسي والجورجي حصل بمبادرة من ساركوزي، الذي نصّ على السماح للمراقبين التابعين للاتحاد الأوروبي بمراقبة الوضع على هذه الحدود. غير أن جورجيا حتى الآن هي الطرف الذي سمح بانتشار هؤلاء المراقبين. وأضاف كوشنير أن «الاتحاد الأوروبي لا يريد أن يشنّ حرباً. نحن لا نملك مدفعية ثقيلة. هؤلاء المراقبون هم قوة سلام».
وفي مؤتمر صحافي في موسكو، وصف كوشنير الأوضاع في القوقاز الروسي وجرائم قتل ناشطين في حقوق الإنسان في الشيشان بأنها مقلقة، معلناً أن «الاغتيالات التي يتعرّض لها ناشطون وصحافيون، وخصوصاً في غروزني، أثارت صدمتنا». وأعرب أيضاً عن استيائه من تصريحات الرئيس الشيشاني رمضان قديروف بشأن هذه الاغتيالات، التي اتهم فيها المنظمات غير الحكومية بالعمل ضد روسيا.

مدفيديف: نحن على وشك توقيع معاهدة جديدة للأمن الأوروبي
وكان كوشنير قد استهل زيارته بلقائه أعضاء مجلس التعاون الأمني الروسي ـــــ الفرنسي الذي يضم وزراء خارجية ودفاع البلدين. والتقى وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان سيرغي لافروف وأناتولي سيرديكوف، نظيريهما الفرنسيين برنار كوشنير وهرفي مورين خلال الجلسة الثامنة لمجلس التعاون الأمني الفرنسي الروسي. وأوضح الجانبان أن بلادهما لا تزالان منقسمتين بشأن الملف الجورجي، كذلك نوقشت المعاهدة الجديدة للأمن الأوروبي.
وفي هذا الشأن، أعرب مدفيديف عن تطلعه إلى حوار بنّاء مع فرنسا بشأن المعاهدة الجديدة. وقال «نحن على وشك توقيع معاهدة جديدة للأمن الأوروبي، ونحن نعوّل على المشاركة الفرنسية»، مشيراً إلى أن «الكثير من الأمور تتوقف على تنسيق المواقف بين روسيا وفرنسا». ولفت إلى أن التعاون المشترك بين البلدين على كل الصعد يجري على أفضل ما يرام.
من جهة أخرى، أعرب كوشنير عن استعداد فرنسا لبيع روسيا حاملة مروحيات من طراز «ميسترال» في حال التوصل إلى اتفاقية سياسية بين البلدين. ولم يحدد كوشنير طبيعة الاتفاقية، غير أنه أشار إلى أن مفاوضات تجري حالياً بين البلدين بشأن ذلك، وإلى أن بإمكان روسيا الحصول على هذه السفينة في حال إنهاء إجراءات سياسية معينة.
وأعلن الكرملين أن روسيا قررت التخلي نهائياً عن فكرة نشر منظومات صواريخ «إسكندر» في مقاطعة كالينينغراد. وقالت السكرتيرة الصحافية للرئيس الروسي ناتاليا تيماكوفا، في حديث إلى الصحافيين، «إن هذا قرار سياسي. لقد أغلق الموضوع».
(يو بي آي، أ ب، نوفوستي، أ ف ب)