وافق الكونغرس الأميركي، أمس، على زيادة المساعدات الأميركية لباكستان ثلاثة أضعاف خلال خمس سنوات، بتكلفة بلغت 7.5 مليارات دولار، بهدف المساعدة على تنمية الدولة التي تعدّ جبهة لمكافحة التطرّف، رغم تحفظات بعض المشرعين. ويسمح القانون الجديد الذي قاده السيناتور جون كيري والنائب هاورد بيرمان ودعمه الرئيس الأميركي باراك أوباما، بتقديم 1.5 مليار دولار مساعدات أميركية لباكستان كل عام حتى السنة المالية 2014، مع احتمال إبقائها لمدة خمس سنوات إضافية اعتماداً على الظروف في باكستان. ويخصص القانون مبالغ لتحسين المدارس في باكستان، ويركز على تدريس الفتيات وبناء المكتبات. كذلك يوفّر 150 مليون دولار على الأقل في العام الأول لتدريب قوات الشرطة الباكستانية وتحديثها. في المقابل، يمنع القانون استخدام المساعدات لدعم المتطرفين أو مهاجمة دول مجاورة، وخاصة الهند، ويدعو إلى قطع المساعدات الأمنية إذا لم تقم باكستان بقمع المتطرّفين. وعقب التصويت، أوضحت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن «القانون يساعد على منح باكستان الأدوات والدعم والقدرات التي تحتاج إليها لهزيمة القاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية التي تهدد أمننا القومي». في المقابل، رأى النائب الجمهوري رون بول أن الولايات المتحدة تعمل على إفلاس نفسها بتدخّلها العسكري المفرط. وأضاف «إن الطريقة التي نعامل بها الدول الأخرى حول العالم هي بأن نقول لهم ما يفعلون. وإذا نفّذوا ذلك نعطيهم المال، وإذا لم يفعلوا نقصفهم».
بدوره، أعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، هاورد بيرمان، عن أسفه لأن النسخة النهائية من القانون خففت من الشروط المرتبطة بالمساعدات، على الرغم من اعترافه بأهمية المساعدات في إقامة «شراكة استراتيجية حقيقية» مع باكستان وشعبها.
في غضون ذلك، أفاد مسؤولون أمنيون بمقتل شقيق زعيم طالبان باكستان الجديد حكيم الله محسود، كليم الله محسود، في اشتباك مع الجيش الباكستاني في منطقة القبائل يوم الاثنين الماضي. وأعلنت القوات الأمنية الباكستانية، أمس، اعتقال 5 عناصر من حركة طالبان في بيشاور شمال غرب باكستان، بينهم أحد كبار قادتها ويدعى عمر عرفي. وحذر رئيس وزراء إقليم بلوشستان المضطرب، أسلم ريساني، الولايات المتحدة من شنّ هجمات صاروخية على طالبان في الإقليم الجنوبي الغربي، لأن «هذه الهجمات من شأنها أن تضرّ بالمصالح الأميركية في المنطقة، وقد يكون هناك رد فعل للجمهور».
من جهة ثانية، وتحديداً في أفغانستان، ندد المساعد السابق لرئيس بعثة الأمم المتحدة، بيتر غالبريث، أمس، بـ«الرسالة الرهيبة» التي تمثّلها إقالته، متهماً رئيسه السابق، كاي ايدي، بالسعي إلى إخفاء أدلة توافرت له عن عمليات تزوير في الانتخابات الرئاسية الأفغانية التي جرت في آب الماضي.
أما قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، فجدّد من جهته تحذيره من أن «تحقيق الانتصار» في النزاع الأفغاني «لن يبقى ممكناً إلى ما لا نهاية».
وأوضح ماكريستال، في مداخلة أمام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، «أن الوضع خطير».
وأعلن حلف شمالي الأطلسي والسلطات المحلية، أمس، مقتل تسعة مدنيين، فضلاً عن أربعة عناصر من طالبان، أثناء غارة استهدفت الحركة في جنوب أفغانستان، أول من أمس.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)