ترحيب دولي «حذّر» بمحادثات جنيف... وسولانا يلتقي جليلي آخر الشهرمواقف الترحيب الدوليّة بليونة طهران تجاه ملفها النووي لا تزال مشوبة بالحذر والترقّب، إذ إنّ التحول الذي تميّز به الموقف الإيراني في جنيف الخميس لا يمكن أن يقنع الدول الكبرى ما لم يقترن بأفعال ملموسة، وهو ما عبّر عنه الرئيس الأميركي عقب مفاوضات جنيفتستعد طهران نهاية هذا الأسبوع لاستقبال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، في زيارة تهدف إلى تأكيد التقدّم الذي تحقّق في محادثات جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة النووية، علي شيرزاديان، للتلفزيون الرسمي الإيراني، «في ما يتعلق بإطار التعاون الوثيق بين وكالة الطاقة والجمهورية الإسلامية سيأتي البرادعي إلى إيران للقاء (رئيس المنظمة علي أكبر) صالحي».
ويناقش المدير العام لوكالة الطاقة المنتهية ولايته، مع المسؤولين الإيرانيين، تفاصيل الاتفاق الذي عُقد في جنيف أول من أمس بين طهران والدول الست (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا)، بشأن زيارة محطة لتخصيب اليورانيوم جنوبي طهران بالقرب من قم.
وكانت إيران قد وافقت خلال المحادثات التي أجرتها مع مجموعة «5+1» في جنيف، على أن يزور مفتشو الوكالة الموقع الإيراني الثاني لتخصيب اليورانيوم «في موعد أقصاه أسبوعان».
ويأتي اجتماع البرادعي قبل الاجتماع المقرر لخبراء إيرانيين وآخرين من وكالة الطاقة والدول الست، وخصوصاً فرنسا وروسيا، في 18 تشرين الأول في فيينا. وذكرت وكالة «فارس» للأنباء أن مساعدي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، والمنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، سيجتمعون «خلال الأيام المقبلة» لبحث المرحلة التالية من المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأعلن مصدر مقرّب من مفاوضات جنيف عن اتفاق على عقد الجولة المقبلة من مفاوضات جليلي وسولانا وممثلي الدول الست نهاية تشرين الأول الحالي.
في غضون ذلك، أوضح مسؤول أميركي في جنيف أنه بموجب هذا الاتفاق المبدئي سترسل إيران القسم الأكبر من مخزونها المعلن من اليورانيوم المخصب بنسبة متدنية تقارب 3.5 في المئة إلى روسيا، حيث يستكمل تخصيبه بنسبة 19.75 في المئة. وأضاف إن فنيّين فرنسيّين سيحوّلون بعدها اليورانيوم المخصّب في روسيا إلى قضبان وقود ترسل إلى إيران لإمداد المفاعل، الذي تقول طهران إنه سينفد من الوقود في غضون 12 أو 18 شهراً.
وأوضح المسؤول نفسه أن «المكسب المحتمل من هذا في حال تنفيذه هو أنه سيخفض إلى حد بعيد مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي يمثّل في ذاته مصدر قلق في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى من العالم».
وفي ردود الفعل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، أن اجتماع جنيف كان «خطوة في الاتجاه الصحيح»، لكنه أكد أنه ينتظر تقويم نتائجها «استناداً إلى الوقائع».
وذكرت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء، أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال خلال زيارة إلى منطقة أبخازيا، إن «الاتفاقات التي جرى التوصل إليها تثير تفاؤلاً حذراً. أهم شيء الآن هو التأكّد من تنفيذ هذه الاتفاقات بصورة كاملة وفي حينها».
وأعلن رئيس إدارة ضبط التسلّح في وزارة الخارجية الصينية، تشنغ جينغ يه، في بيان له، أن «الصين ترحّب بالتقدم الذي تحقّق في محادثات جنيف، وتقدّر المرونة التي أظهرتها جميع الأطراف».
وفي روما، قال وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إن «الفكرة التي قدّمها الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) بشأن تخصيب اليورانيوم في بلد ثالث غير بلاده هي اقتراح جدير بالدراسة»، مضيفاً «هذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها عرضاً ذا قيمة»، لذلك «فهو يحظى بتقديرنا». وأضاف «أؤيد تأليف لجان مختصة لكل الجوانب التي عرضتها إيران، لكن ينبغي أن تكون هناك لجنة تختص ببرنامجها النووي أيضاً».
أمّا ألمانيا، فقد رأت أن المحادثات «خطوة أولى» على الطريق الصحيح، ولكن يجب أن تتبعها «خطوات عملية». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، اندرياس بشكه، إن «ذلك يعني مواصلة المحادثات هذا الشهر، كما جرى الاتفاق عليه، وكذلك اتخاذ خطوات عملية تظهر استعداد إيران لتبديد مخاوف المجتمع الدولي المبرّرة».
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية، لارس كانوشيل، أن وزيرة خارجية بلاده التي تمثّل مصالح الولايات المتحدة في إيران، ميشلين كالمي راي، اجتمعت مع سعيد جليلي أمس في جنيف، لمناقشة «عدة قضايا دولية وثنائية».
وفي طهران، وصف خطيب الجمعة المؤقت، كاظم صديقي، المفاعل النووي الجديد لتخصيب اليورانيوم في قم بأنه «مصدر فخر للجمهورية الإسلامية.. تستخدمه القوى المتغطرسة مبرراً جديداً لإثارة القلاقل». وأضاف إن «أعداء الجمهورية الإسلامية يجب أن يعلموا أن إيران لن تتراجع» عن برنامجها النووي.
(رويترز، أ ف ب، أ ب، يو بي آي، مهر)