لا يبدو أن لغضب الطبيعة نهاية. فالعواصف والأعاصير والفيضانات تلفّ عدداً من البلدان بدءاً بإندونيسيا والفيليبين ولاوس وإيطاليا مخلّفةً وراءها مئات القتلى والمشردين. وأعلنت السلطات المحلية الهندية أمس أن أمطاراً غزيرة مفاجئة في جنوب البلاد سبّبت مقتل 76 شخصاً خلال ثلاثة أيام، ما دفع الجيش الهندي إلى استنفار جنوده ومروحيّاته لإنقاذ السكان الذين حاصرتهم الأمطار، وتوزيع المواد الغذائية والمعدّات الطبية على القرى المتضررة.
وقال العضو في الحكومة المحلية في ولاية كارناتاكا ار. بي. جاغديش إن «نحو 25 قرية أغرقتها مياه الفيضانات وأتلفت المحاصيل في شكل كامل».
وفي جزيرة صقلّية الإيطالية، قتل 18 شخصاً على الأقل، وعُدّ 40 في عداد المفقودين جراء الفيضانات وانزلاق التربة الناتجة من تساقط الأمطار الغزيرة منذ يومين.
وأعلن مسؤول الدفاع المدني، غيدو بيرتولاسو، أن الوضع في المنطقة «دقيق»، موضحاً أن المنقذين استطاعوا إخراج ما لا يقل عن 60 جريحاً بواسطة زوارق مطاطية قبل نقلهم عبر سيارات الإسعاف إلى المستشفيات.
أما في لاوس، فقتل 16 شخصاً، وعُدّ 135 آخرون في عداد المفقودين بعد العاصفة كيتسانا. وأوضح رئيس قسم الاستعداد للكوارث في منظمة الصليب الأحمر، بونثيونغ مينفيلاي، أن 14 من هؤلاء قضوا في مقاطعة اتابيو التي كانت إلى جانب مقاطعة سيكونغ المجاورة الأكثر تضرّراً من العاصفة التي عبرت البلاد.
من جهةٍ ثانية، رأت الأمم المتحدة أمس أن الوضع الإنساني في مدينة «بادانغ» الواقعة في جزيرة سومطرة الإندونيسية التي ضربها زلزال الأربعاء الماضي، «خطير للغاية ومقلق جداً».
وكشفت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إليزابيث بيرز، عن ظروف مزرية يعيشها الناجون، موضحةً «أن الناس يتكدّسون في الوحول في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة»، ومعربةً عن خشيتها «من تفشّي أمراض أو أوبئة إثر وقوع مثل هذه الكوارث». وأشارت إلى وجود «قرابة 300 جريح إصاباتهم خطرة»، في الوقت الذي استأنفت فيه فرق الإنقاذ عمليات بحث يائسة مع بدء وصول المعونات إلى آلاف الناجين المشردين.
إلى ذلك، أعلنت الفيليبين أمس حالة الطوارئ، مع اقتراب «إعصار قوي» بعد أيام من فيضانات أودت بحياة قرابة 300 شخص في العاصمة مانيلا والمناطق المحيطة بها، ودفعت الرئيسة غلوريا ارويو، إلى إعلان البلاد بكاملها «منطقة منكوبة».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)