بول الأشقريبدو أن «الدبلوماسية الموسيقيّة» أخذت تشقّ طريقها بموازاة المفاوضات القائمة بين كوبا والولايات المتحدة من خلال الحفلة التاريخية التي نظّمها مطرب كولومبي في هافانا، قبل أسبوعين. فقد دعا القائم بأعمال «مكتب المصالح الأميركية» في الجزيرة، جوناتان فرّار، عشرات من أشهر الفنانين الكوبيّين إلى حفل كوكتيل في هافانا. وهو اللقاء الأول على هذا المستوى منذ أكثر من عقد.
وعشية اللقاء، أعلن وزير الخارجية برونو رودريغيز، في مقر الأمم المتحدة أن كوبا عرضت على حكومة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، جدول أعمال بـ 12 نقطة يستعيد فيها مجمل الخلاف الأميركي الكوبي منذ نصف قرن، بدءاً بالحصار مروراً بقاعدة غوانتنامو، وصولاً إلى التعاون في محاربة الأعاصير.
وشارك في هذا الحفل، أشهر الموسيقيّين الكوبيين أمثال قائد فرقة «لوس فان فان»، خوان فورميل، وعازف البيانو تشوتشو فالديز، وكوكبة من أبرز الممثلين والمسرحيين والرسّامين.
وتخلّل الحفل، الذي سمح أيضاً بتعرّف الفنانين إلى الموظّفين الجدد في «مكتب المصالح»، عرض موسيقي لفرقة جاز كوبية قادها عازف الترومبيت «ألغريكو». وحسب الأعراف غير المكتوبة للنظام الكوبي، يمثّل حضور هذا الكمّ من الفنّانين إشارة لا لبس فيها، إلى أن اللقاء الذي لم يُدعَ إليه المعارضون، كان قد حاز موافقة المسؤولين، لا بل ترحيبهم أيضاً.
هكذا يعاد إنشاء السيناريو الثقافي، الذي كان قائماً قبل رئاسة سلف أوباما، جورج بوش. حينها كانت واشنطن تفضّل تكريم المعارضين التي تنعتهم هافانا بـ«مرتزقة واشنطن»، فصار الفنّانون يقاطعون دعوات «مكتب المصالح».
وخلال الأشهر الأخيرة، عاد الفنانون الكوبيون (ومن بينهم المطرب بابلو ميلانيس) للحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة. وفي شهر نيسان الماضي، شارك أكثر من ثلاثين فناناً من الولايات المتحدة، في معرض «البيينال» في العاصمة الكوبية.
كذلك، دشّن قبل أيام في ولاية نيو مكسيكو، أكبر معرض للفن الكوبي منذ عام 1944، وسيستمر سبعة أشهر. كذلك أطفأ «مكتب المصالح» قبل شهرين، شريط الأخبار المضيئة الذي كان يشغله على مبناه، والذي كان قد تحوّل إلى مشكلة مع السلطات.
وكان من المتوقع وصول أوركسترا نيويورك السيمفونية قبل نهاية الشهر. إلّا أن آخر الأخبار ليست مشجّعة، بعدما منحت السلطات الأميركية تأشيرات خروج للموسيقيّين ورفضت منحها لـ 150 مموّلاً دفع كل واحد منهم 10 آلاف دولار، ما بات يهدّد الآن انعقاد الحفلتين المبرمجتين.


يستقبل الرئيس الإكوادوريّ رافائيل كوريا (الصورة) اليوم وفداً من الاتحاد الوطني للشعوب الهندية (كوناي) لإطفاء الحريق الناشب في علاقتهما. ويجري الآن كباش بين كوريا والهنود، ربع السكان وجزء من قاعدته الانتخابية، الذين دعوا إلى عصيان ضد قانون يتعلق بالموارد المائية، لأنهم يخشون أن يؤدي إلى الخصخصة ما تنفيه الحكومة. وقد زاد من حدة التوتر سقوط قتيل بين المتظاهرين.
(الأخبار)