طلب الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس، رسمياً، من رئيس الحزب الاشتراكي اليوناني (باسوك)، جورج باباندريو، تأليف الحكومة، غداة إعلان فوز حزبه في الانتخابات التشريعية التي أجريت أول من أمس. وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن الرئيس اليوناني وجّه الطلب إلى باباندريو (57 عاماً)، فيما كان رئيس الوزراء المنتهية ولايته، كوستاس كرامنليس، يعترف بخسارته، قبل أن يزور المقر الرئاسي، متسللاً من مكتب رئاسة الوزراء، تجنّباً للقاء الصحافيين والمصوّرين. وانتزع الحزب الاشتراكي اليوناني السلطة من حزب الديموقراطية الجديدة المحافظ، بزعامة كرامنليس، الذي استقال من رئاسة حزبه، عقب الانتخابات التي تراجعت فيها أحزاب اليسار في مقابل تقدم اليمين، رغم تصدر الاشتراكيين وخسارة المحافظين. وحصل حزب «باسوك» على الغالبية في البرلمان بفوزه بـ160 مقعداً من أصل 300، بنسبة 43.92 في المئة من الأصوات، متفوّقاً على المحافظين الحاكمين منذ خمس سنوات، وفق النتائج شبه النهائية للانتخابات التشريعية.
أمّا حزب المحافظين، فقد تراجع إلى 33.48 في المئة، ليحوز فقط 91 مقعداً، وهي أسوأ نتيجة يحققها منذ تأسيسه عام 1974. ووفق النتائج شبه النهائية، سيحتفظ الحزب الشيوعي الستاليني بالمرتبة الثالثة بحصوله على 7.54 في المئة من الأصوات و21 مقعداً (بتراجع مقعد واحد عن الانتخابات السابقة).
وحصل اليمين المتطرف «لاوس» على 5.63 في المئة، ما سيمنحه 15 مقعداً نيابياً (كان لديه 10 مقاعد)، وسينتزع بذلك المرتبة الرابعة من حزب «سيريزا» اليساري الراديكالي، الذي حلّ في المرتبة الأخيرة بحصوله على 4.59 في المئة فقط من الأصوات و13 مقعداً نيابياً.
وأعلن باباندريو فوزه أمام حشد من المناصرين تجمعوا أمام مقر الحزب، وسط أثينا، قائلاً «نحن متّحدون أمام المسؤولية الكبيرة التي أتحملها. ندعو اليونانيين إلى توحيد قواهم. نعلم أننا سننجح». وبنى باباندريو، رئيس الاشتراكية الدولية، حملته الانتخابية على وعود بتقديم مساعدات لذوي الدخل المتدنّي وإنعاش الاقتصاد ومكافحة الفساد. أمّا كرامنليس (53 عاماً)، فقال في كلمة مقتضبة «إن الوسيلة الوحيدة النزيهة والمسؤولة بالنسبة إليّ هي تحمّل مسؤولية هذه الهزيمة وبدء الإجراءات للدعوة إلى مؤتمر استثنائي للحزب في مهلة شهر»، مضيفاً «من الواضح أنني لن أكون مرشحاً» لرئاسة الحزب.
وكان كرمنليس، الذي تولّى رئاسة حزب الديموقراطية الجديدة عام 1997 ونجح في إعادة اليمين إلى السلطة عام 2004 بعد عشرين عاماً من حكم اشتراكي شبه متواصل، قد دعا إلى انتخابات تشريعية مبكرة في منتصف ولايته في محاولة للحصول على إجماع واسع يمكّنه من إقرار إجراءات تقشّف جديدة.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب)