الرياض ترحّب بالتخصيب في دولة ثالثة... وواشنطن تُبقي خيار العقوباترغم أجواء التفاؤل المخيمة على المواقف الدولية هذه الأيام في ما يتعلق بالتقدّم في العلاقات الأميركية ـــ الإيرانية، تبقى مسألة العقوبات فزاعة تلوّح بها واشنطن من خلال الكونغرس وعلى ألسنة بعض المسؤولين، ربما في سياق توزيع أدوار يخدم لعبة التفاوض
أعلن مسؤولون في الإدارة الاميركية، أمس، أنهم مستعدون لعمل سريع وفعلي ضد إيران إذا تجاهلت الجهود الدبلوماسية الحالية، الهادفة إلى تأكيد عدم نيتها في حيازة قنبلة ذرية. وشدّد المسؤولون، الذين حضروا جلسة استماع للجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الأميركي أمس، على أن «العقوبات على إيران ستكون أكثر قوة إذا اتُّخذت من خلال موقف دولي موحد».
وأبلغ مساعد وزير المالية الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ستيوارت ليفي، الاجتماع أنه «بتضامن أقل، لن تكون إجراءاتنا فعالة كما نسعى»، مشيراً إلى أن «خطتنا (للعقوبات) شاملة». وأضاف: «لأن التدابير المالية أكثر تأثيراً حين تُفرض في جزء من جهود ذات قاعدة عريضة مع دعم ممكن من التحالف الدولي الأكبر. نحن نعمل عن قرب مع حلفائنا لوضع هذه الاستراتيجية».
في هذه الأثناء، قال نائب وزيرة الخارجية الأميركي، دانيال بونيمان، رداً على سؤال للصحافيين في العاصمة الآذرية باكو: «لم نناقش مع المسؤولين الأذريين العقوبات الجديدة التي قد تفرض على صادرات البنزين إلى إيران». إلا أنه أضاف: «لكن الخطر الإيراني حقيقي واعتراف إيران أخيراً بأنها بنت منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم دليل على ذلك».
وفي موسكو، أكد رئيس مجلس الأمن القومي، نيكولاي باتروشيف، أن روسيا لا تمتلك أي معلومات تشير إلى أن علماء روساً يتدخلون سراً في تطوير البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن باتروشيف قوله: «سمعت تقارير من هذا النوع، لكن لا فكرة لدي عمن أعطى هذه المعلومات وما هو الدافع من وراء نشرها».
وكان مساعد وزير الخارجية الروسي، الكسي بورودافكين، قد أكد عزم موسكو على تطوير التعاون الفني والعسكري مع إيران. وأضاف، لوكالة «ايتارتاس»، أن روسيا لا تضع أي قيود أمام التعاون الفني والعسكري مع إيران، مشيراً إلى أن بلاده تصدّر الأسلحة الدفاعية فقط إلى إيران.
وفي طهران، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزمت تزويد إيران الوقود النووي. وأضاف، على هامش الجلسة العلنية للبرلمان، أن «وكالة الطاقة ملزمة بتزويد إيران الوقود النووي وفقاً لالتزاماتها، لذا فإنها طلبت من أميركا وروسيا توفير الوقود النووي لإيران»، موضحاً أن بلاده تخصّب بنسبة 3.5 و5 في المئه حالياً.
بدوره، قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أمس، إن بلاده تنوي استخدام جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في منشأة تخصيب اليورانيوم التي كشفت عنها أخيراً.
من جهة ثانية، قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي

موسكو تنفي مشاركة علماء روس في أنشطة نووية سريّة في إيران
خامنئي، إن «الاقتدار العظيم للجمهورية الإسلامية لا يعد تهديداً لجيراننا ولأي من شعوب العالم، بل هو في الحقيقة فرصة تبين لهم طريق التطور والفخر وتعلمهم بأن العزة والاقتدار لن يتأتيا من خلال التبعية لأميركا والشراء اللامتناهي للأسلحة بل بالاعتماد على الإيمان والثقة بالنفس والعنفوان الداخلي»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا).
وفي السياق، جدد عضو اللجنة الرئيسية للهيئة الدولية لمنع الانتشار النووي، تركي الفيصل، تأكيد مساندة السعودية لحق إيران وكل دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.
وقال، في حديث لصحيفة «الصباح» التونسية، إن بلاده سبق لها أن «اقترحت إحداث مركز تخصيب إقليمي لليورانيوم في دولة محايدة، ليتولى عملية التخصيب تحت إشراف أممي بما يضمن مصالح الدول العربية وإيران، ويتأكد الجميع أن الأمر لا يتعلق ببرامج تسلّح جديدة».
ورأى الفيصل أنّ «بإمكان قادة دول المنطقة التوصل إلى اتفاق على اسم الدولة المحايدة، وموقع المركز المقترح، والإجراءات الترتيبية لإنجازه ومراقبته، بما يضمن حق كل الأطراف في الاستفادة من الطاقة النووية سلمياً، ويبعد عنا جميعاً شبح الحروب وسيناريوات استنزاف ثروات شعوب المنطقة والعالم في سباق التسلح».
ووصف الأمير السعودي المشروع الروسي القاضي بتخصيب اليورانيوم لإيران داخل الأراضي الروسية بأنه «يجنّب إيران والمنطقة تصعيداً عسكرياً جديداً».
وفي الشأن الإيراني الداخلي، وصف رئيس مجلس خبراء القيادة الإيرانية، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، خلال لقائه مع عدد من أعضاء «كتلة علماء الدين المبدئيين» المحافظة في البرلمان، «نشر الشائعات والاتهامات والافتراءات والتبخيس من بعض الأوساط ووسائل الإعلام، بأنه آفة تحقيق الوحدة الوطنية وإرساء الثقة لدى المجتمع».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر)