واشنطن ــ محمد سعيدتدخل الحرب التي تشنّها الولايات المتحدة في أفغانستان عامها التاسع، فيما لا تزال إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تبحث في كيفية مواصلتها، وسط دعوات من قائد القوات الأميركية هناك، الجنرال ستانلي ماكريستال، إلى إرسال نحو 40 ألفاً إضافية من القوات الأميركية، بينما يدعو مسؤولون وخبراء إلى التريّث لحين وضع استراتيجية شاملة.
وواصل أوباما أمس اجتماعاته مع طاقمه للسياسة الخارجية والأمن القومي للتداول بشأن الوضع الأمني في أفغانستان وباكستان، كما سيعقد اجتماعاً آخر غداً قبل بت هذه المسألة.
وقال أوباما، في معرض دفاعه عن استراتيجيته، في خطاب ألقاه أول من أمس في مركز مكافحة الإرهاب، «نحن نحرز تقدماً حقيقياً في مهمتنا الجوهرية وهي تفكيك وتدمير وإلحاق الهزيمة بالقاعدة والشبكات المتطرفة في العالم، لا يجوز أن نحوّل نظرنا عن هذا الهدف».
بيد أن تحقيق هذا الهدف أبعد من أن يكون قابلاً للتحقيق، بعد قول وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، إن «طالبان» اكتسبت زخماً غير مسبوق في الآونة الأخيرة.
غيتس: حركة طالبان الافغانية اكتسبت زخماً غير مسبوق في الآونة الأخيرة
وكان أوباما قد أبلغ زعماء الكونغرس، في اجتماع عقده معهم في البيت الأبيض أول من أمس، أنه لن يقلص عديد القوات الأميركية في أفغانستان ولن يجعل المهمة تقتصر على اصطياد «الإرهابيين» هناك، مشيراً إلى أنه لم يقرر بعد إن كان سيستجيب لطلب ماكريستل زيادة عدد القوات، ومؤكداً لهم أن الموضوع لا يتعلق بخفض عدد القوات في أفغانستان أو الانسحاب منها.
وأشار مشاركون في الاجتماع إلى أن بعض الديموقراطيين قالوا إنهم «سيدعمون أوباما مهما كان قراره، فيما دعاه آخرون إلى إرسال مزيد من القوات». أما الجمهوريون فضغطوا من أجل التصعيد من دون أي تأخر، ما أدّى إلى جدل بين أوباما والسيناتور جون ماكاين الذي قال إنه «يجب أن لا تكون العملية متأنية». وردّ أوباما بالقول «يمكنني أن أؤكد لك أنها لن تكون متأنية، لا أحد يشعر بضرورة العجلة في المسألة أكثر مني».
وفي ظل الأوضاع الضبابية في الولايات المتحدة، ذكرت صحيفة «اندبندنت» البريطانية أن حكومة غوردن براون ستعلن في غضون الأيام القليلة المقبلة إرسال تعزيزات عسكرية قوامها 1000 جندي إلى أفغانستان، فيما أظهر استطلاع لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن البريطانيين لا يزالون يعارضون الحرب في هذا البلد بنسبة 56 في المئة.
أما ميدانياً فقد أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية مقتل جندي إسباني وإصابة خمسة آخرين في انفجار لغم في أفغانستان.