باريس ــ بسّام الطيارةلم تمضِ ٢٤ ساعة على مهاجمة قراصنة صوماليين السفينة الفرنسية العسكرية «لاسوم»، حتى عقد قائد قوة الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية، الأميرال بيتر هدسون، مؤتمراً صحافياً لشرح آخر تطورات عملية «أتالانت» لمكافحة القرصنة بعد مرور عام على إطلاقها.
وقد أوضح هدسون أنّ العملية، التي توازي فعاليتها عمليات حلف شمالي الأطلسي في منطقة القرن الأفريقي، والتي تجمع ما يزيد على ١٨٠٠ عسكري من عشرة بلدان، تغطّي مليوني كيلومتر مربّع من مساحة المحيط الهندي، مروراً بباب المندب فسواحل اليمن ثم خليج عدن وصولاً إلى البحر الأسود.
وشدد الأميرال البريطاني على أن العملية الأوروبية والدولية التي تشارك فيها بعض الدول مثل روسيا واليابان والصين وماليزيا والهند و«في بعض الأحيان إيران»، تهدف إلى حماية خطوط التجارة العالمية البحرية.
وردّاً على سؤال لـ«الأخبار» عن آلية التعاون مع دول مشاركة في المهمّة مثل إيران، اعترف الأميرال هدسون بالعجز عن تقديم إجابة دقيقة لأنه «يوجد عدد كبير من البواخر التي تجوب المنطقة» وتشارك في العمليات. ولاحظ أن الفارق بين القوات الأوروبية والدول الأخرى مثل اليابان وروسيا، هو أن الأوروبيين يحمون كل المراكب التجارية بغضّ النظر عن أعلامها وجنسيتها، بينما دول كالصين وروسيا واليابان «تركّز على حماية سفنها التجارية» فقط. ونفى هدسون وجود أي تعاون أو تنسيق بحريّين مع إيران، بما أن القوات البحرية التابعة لهذه الدولة «حين تقوم بعملية، تساند سفن جمهوريتها حصراً».
وفي السياق، تجنّب الضابط البريطاني الإجابة عن سؤال مباشر عمّا إذا كان وجود القوات الإيرانية ضرورياً بقوله: «في المنطقة سفن كثيرة». وأضاف: «مع احترامنا للإيرانيين، فإن سفنهم الحربية تبقى بإمرتهم». وعند سؤال الأميرال هدسون عمّا إذا سبق له أن قابل ونسّق مع ضبّاط إيرانيين، أجاب: «أنا شخصياً لا»، وهو ما علّق عليه مراقب غربي بقوله «اللبيب من الإشارة يفهم». وعن هذا الموضوع، رأى المراقب أن القوات الغربية تفضّل ممارسة نوع من «التعاون المباشر غير المعلَن» مع الإيرانيين في مسائل «شمولية محاربة الإرهاب، وعملية أتالانت هي أفضل مثال على ذلك».
وكان خبير في الشؤون العسكرية البحرية، فضّل عدم الكشف عن هويته، قد أشار إلى أنّ منطقة القرصنة، رغم اتساعها الجغرافي، «مزدحمة بالبواخر الحربية، ومن العبث تأكيد عدم وجود تنسيق بين القوات الغربية والقوات الإيرانية». وأعطى الخبير نفسه دليلاً على ملاحظته عندما ذكّر بأنّ القوات البحرية الإيرانية «بدأت تناور بعيداً خارج مضيق هرمز» بموازاة الشواطئ اليمنية، وصولاً إلى باب المندب.