مسلّحون يسيطرون على المقرّ العام للجيش 24 ساعة والحصيلة 19 قتيلاً خلال الأيام الماضية، كثّفت حركة «طالبان» الباكستانية هجماتها، وتمكّنت من الوصول إلى مشارف إسلام آباد، حين تسلّلت إلى مقر قيادة المؤسسة العسكرية، في تطور خطير، رغم نجاح الجيش في منعها من السيطرة على مقرّه العام
مني الجيش الباكستاني خلال اليومين الماضيين بانتكاسة معنوية عندما نجحت مجموعة من مقاتلي حركة «طالبان» في اقتحام مقرّه العام واحتجاز عشرات الرهائن، محاولةً السيطرة عليه. لكنه في النهاية نجح في إنهاء الأزمة وتحرير المحتجزين، بعد 24 ساعة سقط خلالها 19 قتيلاً. وكان لا بدّ طبعاً من وعيد بالانتقام للشرف العسكري عبر تهديد الحكومة لتنظيمي «القاعدة» و«طالبان» بشنّ هجوم على منطقة وزيرستان حيث نفوذهما، مؤكدة أن العملية العسكرية الهجومية باتت وشيكة.
وفي تفاصيل الهجوم، حضر قبل ظهر السبت مسلحون بلباس عسكري، يركبون حافلة صغيرة إلى المدخل الرئيسي للمقر العام للجيش، الذي يضمّ خصوصاً هيئة الأركان بكاملها في مدينة روالبندي. وعندما لم يتمكنوا من التسلل داخل المبنى أمام يقظة الحراس، أطلقوا النار وألقوا قنابل يدوية عليهم. تلتها معارك عنيفة على مدى أكثر من ساعة، قُتل خلالها ستة عسكريين، أحدهم برتبة جنرال وآخر عقيد، فيما قُتل أربعة مهاجمين وتمكن خمسة آخرون من الفرار ومهاجمة مبنى ملاصق للمقر العام، احتجزوا فيه 42 عسكرياً ومدنياً يعملون في الجيش.
لكن القوات الباكستانية شنت فجر أمس هجوماً تمكنت خلاله من الإفراج عن 39 رهينة على دفعتين، بعد مقتل 8 جنود و3 رهائن، إضافة إلى 8 عناصر من المتمردين، بحسب ما أفادت وكالة «فرانس برس».
إلا أن المتحدث باسم الجيش، أطهر عباس، قال إن ثلاثة من المحتجزين واثنين من قوات الكوماندوس وأربعة مسلحين قُتلوا، فيما اعتقل خامس جُرح في العملية، كان يحاول الفرار. وأضاف «ثلاثة من الرهائن قتلوا بسبب نيران المتشددين».
وعثر في وقت لاحق على ثلاثة من المحتجزين أحياء. وأشار عباس إلى أنهم «كانوا في حجرة مع إرهابي يرتدي سترة مفخخة، ولكن رجال الكوماندوس تصرّفوا بسرعة وأردوه قتيلاً قبل أن يتمكّن من سحب المفجّر». وأكد «الآن لم يبق هناك إرهابيون. العملية انتهت».
من جهته، توعّد وزير الداخلية رحمان مالك «طالبان»، قائلاً إن «ما حدث في بيشاور وإسلام آباد واليوم، كل الطرق تؤدي إلى وزيرستان الجنوبية». وأضاف «لم يعد أمام الحكومة الآن خيار آخر سوى شنّ هجوم. القيادة المدنية اتخذت قرارها، العملية وشيكة».
وقال مالك إن أعضاء من حركة «طالبان» الباكستانية وتنظيم «القاعدة» يشتبه في ضلوعهم في الهجوم على مقر الجيش في مدينة روالبندي. وأوضح «الشخص الذي أُلقي القبض عليه يدعى عثمان. وهو من أعضاء حركة طالبان الباكستانية، لكن لدينا بعض الدلائل التي تشير إلى أنه ينتمي أيضاً إلى تنظيم القاعدة».
وتبنّت حركة «طالبان» الهجوم، وفق ما أعلنت وسائل الإعلام الباكستانية. وكان القائد الجديد لـ«طالبان» الباكستانية، حكيم الله محسود، قد توعد بمضاعفة الهجمات على «أميركا وباكستان» من أجل الثأر لسلفه بيت الله محسود الذي قتل في الخامس من آب بصاروخ أميركي داخل المناطق القبلية الباكستانية.
ويرى محللون أن الهجوم يثبت أن حركة «طالبان» لا تزال خطيرة جداً، وقد أظهرت قدرتها على تسديد ضربة إلى قلب الجهاز العسكري المحاط بإجراءات أمنية استثنائية في القوة النووية الوحيدة المعلنة في العالم الإسلامي. وقال الجنرال سعد محمد خان، الملحق العسكري الباكستاني السابق في كابول، إن الهجوم «كان مربكاً جداً بالنسبة للقوات المسلحة». وأوضح أن «هذا سيرسّخ الإحساس بانعدام الأمان والإحباط. سيعتقد الناس أنه حتى أولئك المكلفين السهر على الأمن هم عرضة للهجمات وليسوا بمأمن». ورأى أن الجيش، الذي أعلن في تموز استعادة السيطرة كلياً على وادي سوات، لم يذهب بعيداً إلى الحدّ المطلوب.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)

وقالت كلينتون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها البريطاني دايفيد ميليباند، إن الهجوم «تذكير جديد بأن المتطرفين يمثّلون تهديداً متزايداً لسلطة الدولة» في هذا البلد. لكنها أضافت «أننا نثق في سيطرة الحكومة الباكستانية والجيش على الأسلحة النووية، ولا نرى دليلاً على أن المتمردين سيستولون على السلطة».
ولندن هي المحطة الثانية لهيلاري ضمن جولة أوروبية، وينتظر وصولها إلى روسيا غداً.
(أ ب)