strong>معركة الوقودالنووي هي التي تتصدّر ملف الأزمة بين طهران والغرب اليوم. من هذه المعضلة انطلقت المشكلة، وإليها تعود مع مفاوضات مقبلة تُجرى الأسبوع المقبل بين الطرفين
أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، أول من أمس، أنه أُنشئت «قوة المقاومة البرية»، فيما هددت بلاده بأنها ستعمل ذاتياً لتزويد مفاعلها بالوقود، إذا لم تتقدم المفاوضات مع الغرب. وأشار آبادي إلى التغييرات التي حدثت في حرس الثورة وتأليف «مؤسسة تعبئة المستضعفين»، قائلاً إن «هذه المؤسسة ستسعى إلى تحقيق توجيهات الإمام الخميني الراحل، بشأن تطوير ثقافة التعبئة على مستوى المجتمع».
وعن مواصلة النشاطات الدفاعية للتعبئة، أوضح الجنرال الإيراني أنه «حسب التخطيط المنجز الذي استمر نحو عامين، أُنشئت قوة المقاومة البرية لحرس الثورة الإسلامية وسيجري تنظيم واستخدام الكتائب والوحدات الدفاعية للتعبئة».
في غضون ذلك، ذكر مصدر رسمي إيراني أن مقاتلتين من طراز «صاعقة» ومروحيتين من طراز «تيز تك»، انضمت إلى الأسطول الجوي للجيش الإيراني، وذلك خلال مراسم خاصة جرت السبت، بحضور القائد العام للجيش اللواء عطا الله صالحي، ووزير الدفاع العميد أحمد وحيدي.
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي شيرزاديان، إن بلاده «تمتلك تكنولوجيا التخصيب (اليورانيوم) بالكامل، وبالتالي ستجلس إلى طاولة التفاوض بقوة». ونقلت صحيفة «بول» الإيرانية عن شيرزاديان قوله: «إذا فشلت المحادثات فسترسل طهران خطاباً إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لإبلاغها أن إيران ستعمل بمفردها لتزويد مفاعل طهران بالوقود».
في المقابل، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أمس، أن المجتمع الدولي لن يصبر على إيران للأبد، كي تثبت أنها لا تصنع قنابل نووية. وقالت، في مؤتمر صحافي بعد لقائها نظيرها البريطاني ديفيد ميليباند في لندن: «لن ينتظر المجتمع الدولي لأجل غير مسمى للحصول على أدلة على استعداد إيران لتنفيذ التزاماتها الدولية».
ولمّحت الوزيرة الأميركية إلى الاضطرابات التي شهدتها إيران في الأشهر الأخيرة، قائلة إن «الطريقة التي يستخدمون بها السجون السرية والاحتجازات والمحاكمات الاستعراضية تعكس مدى الاستياء الذي يعلمون أن الشعب يشعر به تجاه القيادة الحالية».
أمّا وزير الخارجية البريطاني فقال: «أعتقد أن تاريخ إيران من البرامج المستترة السرية يفسر السبب الذي يجعل المجتمع الدولي يفتقر إلى الثقة في تأكيدات النظام الإيراني للجوانب السلمية أو الأغراض السلمية الخالصة لبرنامجه النووي».
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد بحثت الطموحات النووية لإيران مع نظيرها الفرنسي برنار كوشنير، على هامش مراسم توقيع اتفاق سلام بين أرمينيا وتركيا السبت في زوريخ. وقال كوشنير إنه يأمل إحراز تقدم قريباً بشأن إيران، مضيفاً: «نحن نريد السلام، ونحن شديدو العداء لأي شيء يمكن أن يهدد هذا السلام».
وفي زوريخ أيضاً، أعلن المنسق الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، أن«جوهر المشكلة (مع إيران) لم يحلّ، لكن الفكرة هي أن تكون هناك عملية تفاوض بسرعة مع عقد عدة اجتماعات أثناء شهر تشرين الأول».
ومن المنتظر أن يكون الملف الإيراني محور محادثات يعتزم وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إجراءها خلال جولة تشمل النمسا وكازاخستان هذا الأسبوع، فيما يزور هولندا والدنمارك، بعد ثلاثة أسابيع. وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» أن «جدول عمل ليبرمان خلال هذه الزيارة هو إيران ثم إيران ومرة أخرى إيران».
في الشأن الداخلي، أعلن الرئيس السابق، محمد خاتمي، أن الحركة الاحتجاجية في بلاده لن تموت. ونقل موقع «باران» الإلكتروني التابع للرئيس الإصلاحي عنه قوله، في كلمة موجهة إلى جمهوره من بلدته في محافظة يزد: «إذا واكبنا مطالب الناس، فسنصل إلى أهدافنا على نحو أسرع، وبكلفة أقل». وأضاف: «إذا لم (نواكب) هذه الحركة (الاحتجاجية)، فسنواصل، لكن بطريقة مكلفة. في أي حال هذه الحركة لن تموت».
وكانت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء (اسنا)، قد أفادت بأن محكمة إيرانية أصدرت أحكاماً بالإعدام على ثلاثة أشخاص من المعارضة، على خلفية الاضطرابات التي تفجرت عقب انتخابات الرئاسة في حزيران.
وقال المسؤول القضائي زاهد بشيري راد إن «أحكام الإعدام صدرت بسبب تورطهم في التطورات التي أعقبت الانتخابات وانتسابهم إلى جماعات مؤيدة للملكية ومنظمة مجاهدي خلق». لكنه أضاف: «هذه الأحكام غير نهائية، ويجوز الطعن فيها أمام محكمة أعلى».
(إرنا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)