مهدي السيدبقيت الأزمة المستجدة بين تركيا وإسرائيل في دائرة الضوء أمس على الرغم من المساعي الإسرائيلية لاحتوائها، ومحاولة الأتراك التخفيف من تداعياتها السياسية. وقد سُجل في هذا السياق مزيد من المواقف الإسرائيلية والتركية الداعية إلى التهدئة، اخترقتها مواقف تصعيدية من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وأُخرى من نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية سيلفان شالوم.
وفيما لم يصدر أمس أي تعليق عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتناول فيها الأزمة مع تركيا، أثار أردوغان مجدداً سخط الإسرائييليين، بتكراره اتهامهم بارتكاب جرائم حرب خلال العدوان على غزة. فقد ذكرت صحيفة «الصباح» التركية أن أردوغان وجّه، خلال اجتماع مع رجال دين أتراك، انتقادات شديدة لإسرائيل. وقال إن «العالم والإنسانية جلسا على أرائك مريحة وشاهدا القنابل الفوسفورية التي ألقيت على أطفال أبرياء في غزة».
وأضاف: «في قسم من دول العالم يتلقى الأطفال التعليم المتقدم وتخصص لهم مراكز طبية حديثة. ولكن في أماكن أخرى هناك يأس وجرائم حرب. والإنسانية تنظر إلى ذلك من مجالسها الوثيرة».
وفي ما يبدو رداً إسرائيلياً على تصريحات أردوغان، قال شالوم، خلال مشاركته في «مؤتمر الجليل» المنعقد في كفر بلوم شمال فلسطين المحتلة، إن التدهور في العلاقات مع تركيا في الأيام الأخيرة ليس في مكانه. وأضاف «آمل جداً أن يصحو الأتراك».
وأضاف شالوم أن «تركيا حليف بالغ الأهمية، دولة مسلمة مهمة ولديها علاقات وصلات استراتيجية مهمة لإسرائيل». وتابع «هذا الحلف مهم لهم (أي الأتراك) بما لا يقل عن أهميته لنا. دولة إسرائيل ساعدت تركيا كثيراً في الماضي، ولا شك في أنها ستواصل مساعدتها في المستقبل أيضاً».
«الأطلسي» يعوّض إسرائيل بإشراكها في دوريّات البحر المتوسّط
في هذه الأثناء، انضمت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني، إلى جوقة المسؤولين الإسرائيليين العاملين على خط التهدئة مع الأتراك، فقالت في مقابلة أجراها معها التلفزيون التركي الرسمي «TRT»، إن العلاقات بين الدولتين ذات طابع استراتيجي، وإنها تدعم مساعي الحكومة الإسرائيلية الآيلة إلى إنهاء الأزمة لأنه «لا معارضة وموالاة في هذا الموضوع».
وأشارت ليفني إلى الدور التركي المهم في المنطقة، معتبرة أن القاسم المشترك بين إسرائيل وتركيا أكبر من عنصر الخلاف، وأن العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية «تُثمر نتائج مهمة للأتراك ولمصالحهم، والتعاون العسكري مهم للأتراك أيضاً».
وكرّرت ليفني تسويق مقولة تقسيم العالم إلى معتدلين ومتطرفين، فقالت إن «تركيا تعرف أهمية العلاقات مع إسرائيل، وهي في معسكر الاعتدال ذاته مع إسرائيل ومع الفلسطينيين المعتدلين ومع دول أخرى».
وفي سياق محاولة التهدئة المتبادلة، أصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً رسميا قالت فيه إنه «ليس صحيحاً استنتاج نتائج سياسية من تأجيل المناورات». وذكرت «معاريف» أن الاتراك نقلوا، من وراء الكواليس، رسائل طمأنة الى إسرائيل. وأضافت أن سفير إسرائيل في تركيا، غابي ليفي، التقى مسؤولين في وزارة الخارجية التركية. كذلك التقى الملحق العسكري الاسرائيلي في أنقرة ضباطاً رفيعي المستوى من الجيش التركي. وبحسب «معاريف» فقد كانت الرسالة التي نقلت الى إسرائيل في الحالتين: «لا تقلقوا. انظروا الى هذا نظركم الى تأجيل لا الى إلغاء».
وأضافت «حاولوا أن يزعموا أن الحديث عن موضوعات تقنية يجب ألا تنسب إليها معان سياسية».
وفي تطوّر ذي صلة، ذكرت «معاريف» أن حلف شمالي الأطلسي صدّق الأسبوع الماضي على انضمام سلاح البحرية الإسرائيلي إلى قوته والمشاركة في الدوريات التي يجريها في البحر الأبيض المتوسط في إطار «الحرب العالمية على
الإرهاب».
وأضافت الصحيفة إن هذه ستكون أول مشاركة إسرائيلية علنية في مهمات عسكرية ينفذها «الأطلسي»، فيما ترى إسرائيل أن توقيت تصديق «الأطلسي» هام على ضوء إلغاء تركيا مشاركة سلاح الجو الإسرائيلي في المناورة الجوية.