يبدو أن ثمة التباساً في المواقف بين موسكو وواشنطن، بشأن الاتفاق على تشديد العقوبات ضد إيران؛ فرغم ما يوحي به الموقف الأميركي من أن روسيا ستدعم العقوبات، يأتي موقف الأخيرة بخلاف هذا التوجهأعربت روسيا أمس عن رفضها فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي، فيما حذرت طهران وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، من تكرار «الخطابات غير المجدية».
وقال رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، إن «من المبكر» مناقشة فرض عقوبات على إيران، مؤكداً في ختام زيارة إلى بكين، «لا حاجة لإخافة الإيرانيين. وهناك حاجة للتوصل إلى اتفاقات».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قد ذكر أمس أن «هناك أصلاً عقوبات مفروضة على إيران وهي ليست بقليلة»، معرباً عن رفض بلاده التركيز على فرض عقوبات جديدة. وأشار إلى أن روسيا لا ترى أن كل الأساليب السياسية والدبلوماسية استنفدت للتعامل مع ملف البرنامج النووي الإيراني، مشدداً على وقوف روسيا ضد فرض عقوبات عن طريق الالتفاف على مجلس الأمن الدولي.
في المقابل، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، خلال مقابلة مع قناة «ايه بي سي» التلفزيونية في موسكو، «أنا سعيدة جداً بشأن دعم الروس لما أصبح جهداً دولياً متحداً». وأضافت «أعتقد أنه إذا أصبحت العقوبات ضرورية، فسنلقى دعماً من روسيا».
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيرانية، منوشهر متكي، «أن مواقف وزيرة الخارجية الأميركية، تتعارض مع معطيات محادثات جنيف» النووية. ودعاها «إلى عدم تكرار الخطابات غير المجدية في عهد (جورج) بوش».
وأضاف متكي، معلقاً على تصريحات وزيري خارجية أميركا وروسيا في موسكو، أن تصريحات كلينتون «تحمل طابع الأنموذج الفاشل وغير المجدي المتمثل في انتهاج السياسة المزدوجة».
وفي طهران، أكد إمام جمعة طهران المؤقت، آية الله أحمد خاتمي، أن «المجرم الرئيسي في إثارة أحداث الشغب التي تلت الانتخابات الرئاسية هي الأبواق الاستكبارية».
ورأى خاتمي، في كلمة ألقاها في مدينة زنجان، أن «المتضررين من النظام في داخل البلاد كان لهم دور في أعمال الشغب الأخيرة»، مضيفاً «أن بعض العناصر المعادية للثورة وآخرين مرتبطين بالدول الاستعمارية وخونة النظام الإسلامي والبلاد وبعض الشخصيات والعناصر المتضررين من النظام والمرتبطين بهم حاولوا إثارة الاضطرابات».
من جهة ثانية، أعلن سفير الكويت لدى إيران، مجدي الظفيري، أن السلطات الإيرانية أفرجت عن الكويتيين الخمسة ومرافقين اثنين، كانت قد احتجزتهم في المياه الإقليمية الإيرانية قبل خمسة أيام.
وقال الظفيري، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) من مدينة عبادان الساحلية جنوب إيران، إن السلطات الإيرانية «أبدت تعاوناً إيجابياً أثمر عن إطلاق سراح المواطنين الكويتيين ومرافقيهما القطري والمصري».
إلى ذلك، أعلن نائب رئيس شركة «ريلاينس أندستريز» الهندية، موريس بانايان، أن الشركة توقفت عن شراء مدخلات النفط الخام من إيران، مؤكداً أن «جميع صادراتنا من البنزين تذهب إلى الولايات المتحدة». وقال، لوكالة «رويترز»، «لا نستورد النفط الخام من إيران كما اعتدنا.. ليس قراراً سياسياً. نبحث عن نفط رخيص وسنستورد من فنزويلا وبلدان أخرى».
(يو بي آي، رويترز، مهر)