واشنطن ــ محمد سعيد استكملت الحكومة الأميركية عناصر تقريرها، الذي يتضمن سياستها الجديدة إزاء السودان. ويتضمن التقرير، الذي ستعلنه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومندوبة أميركا الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس والمبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت غريشن اليوم من واشنطن، السياسة الأميركية التي تدعو إلى ممارسة ضغوط ومنح حوافز لتشجيع الخرطوم على اعتماد السلام في إقليم دارفور المضطرب وحل النزاعات مع الحكومة في جنوب السودان وإظهار تعاون أكبر مع الولايات المتحدة للقضاء على ما تسمّيه «الإرهاب الدولي»، كما تفتح للخرطوم طريقاً لتحسين العلاقات مع واشنطن إن بدأت في معالجة المخاوف الأميركية. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الولايات المتحدة ستؤكد أن إبادة جماعية «تحدث» هناك رغم تصريحات المبعوث الخاص للسودان بأن الخرطوم لم تعد متورطة في عمليات قتل جماعي في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن السياسة الجديدة لن تجيز لغريشن، وهو جنرال متقاعد في القوات الجوية وله خبرة واسعة في المنطقة، التفاوض المباشر مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وقالت أيضاً إنه لا وجود لخطط فورية لحذف السودان من قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول التي ترعى الإرهاب.
في هذا الوقت، ذكرت مصادر مطّلعة أن العديد من خبراء الشأن السوداني في الحكومة الأميركية أعربوا عن عدم رضاهم عن مستوى المشاركة وحصولهم على المعلومات الخاصة بالسياسة الجديدة خلال عملية المراجعة التي دامت شهوراً. وأشاروا إلى عدم رضاهم على غريشن، الذي قاد عملية المراجعة والذي تتهمه منظمات أميركية تعمل في إطار ما يسمى «أنقذوا دارفور» (التي يهيمن عليها التيار المسيحي والصهيوني الأميركي المتطرف)، بأنه يتخذ مواقف لينة تجاه الحكومة السودانية بدعوته إلى تخفيف العقوبات الأميركية على السودان، فيما حثّت رايس على انتهاج خط أشد تجاه السودان. وقد بعثت تلك المنظمات يوم الخميس الماضي رسالة إلى الرئيس الأميركي، دعت فيها إلى طرد غريشن. ورأى برندر غاست، من مجموعة مشروع «كفى» للدفاع عن حقوق الإنسان التي تدعم فرض عقوبات أقسى ومتعددة الأطراف على السودان، أن السياسة الجديدة جيدة. وأشار إلى أن «المسألة الآن تكمن في ترجمة الدبلوماسيين الذين سينفذون الاستراتيجية» الأميركية الجديدة النيات الموجودة على الورق عملياً. ومن المقرر أن ينهي صدور التقرير سجالاً داخلياً حاداً استمر أشهراً بشأن كيفية مواجهة حكومة الرئيس السوداني عمر البشير المتهم بجرائم حرب.