باريس ــ بسّام الطيارةأرجأ وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، أمس، زيارته إلى إسرائيل والضفة الغربية وغزّة وسوريا، وأبقى زيارة لبنان قائمة مع توسيع برنامجها، لتبدأ نهار غدٍ الخميس، وتنتهي السبت المقبل.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، أن كوشنير سيتوجه إلى لبنان بين 22 و24 تشرين الأول الحالي، بعد إرجاء المحطات الأخرى من جولته لأسباب تنظيمية. وبرّر فاليرو هذا «التأجيل» بأنه بسبب «تشابك جدول أعمال الوزير»، وصعوبة «تركيب المواعيد»، ووعد بالعمل على تنظيم زيارة جديدة.
وبالطبع لم يغب عن الصحافة، التي اجتمعت في قاعة المؤتمر الصحافي نصف الأسبوعي، أن وراء التأجيل «عوامل سياسية» من الدرجة الأولى. ومن هنا «تطايرت الأسئلة» لمعرفة ما إذا كان تأجيل زيارة عاصمة الأمويين بسبب «رفض سوريا توقيع عقد الشراكة الأوروبية» أم بسبب «توقيف المحامي هيثم ملاح».
ورداً على سؤال لـ«الأخبار» عن هذه المسألة، قال فاليرو إن باريس «تتطرق لكل المواضيع عندما تتحدث مع دمشق بما فيها مسألة حقوق الإنسان». ورداً على سؤال عما إذا كان «رفض سوريا توقيع اتفاقية الشراكة» وراء «التأجيل»، أجاب فاليرو «أن الاتفاق مع الاتحاد ملف مهمّ، ولكن يجب التأكيد أن فرنسا كانت قد أخذت المبادرة بإعادته إلى طاولة النقاش»، وبعد ذلك جرى التوقيع الأولي، وننتظر التوقيع النهائي.
إلّا أن مصدراً مقرّباً من الأوساط السورية، اشترط عدم كشف اسمه، أوضح أن «سوريا التي انتظرت ٦ سنوات لا تقبل أن يفرض عليها التوقيع خلال ٦ أيام». وأشار أكثر من مصدر إلى أن «دمشق لم تبلع حتى الآن» ملاحظة الوزير كوشنر عن «الشروط السياسية» التي ذكرها خلال لقائه مع الوزير المعلم في مطلع الشهر. ولفت مصدر آخر إلى أن السويد، التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي، عرضت موعداً لتوقيع الاتفاقية بتاريخ ٢٦ تشرين الأول، وهو ما رفضته دمشق.
وفي السياق، ذكّر فاليرو بأن على السوريين «تحديد موعد جديد»، لأن تطبيق هذا الاتفاق يعود بالنفع على سوريا.
أما بالنسبة إلى تأجيل زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية فقد سألت «الأخبار» فاليرو ما إذا كانت «غزة ضمن جولة الوزير» فأعاد المسألة إلى جدول الأعمال. ورداً على سؤال صحافي فرنسي عمّا إذا كانت «فرنسا تطلب إذناً من إسرائيل لزيارة الأراضي الفلسطينية»، وخصوصاً غزة، ردّ فاليرو بحنق، قائلاً إن الزيارة إلى الأراضي الفلسطينية «تتقرر مع كل الأطراف» قبل أن يضيف «وهو ما بات عادة». وعند تكرار وإلحاح الصحافة الفرنسية لمعرفة «ما هي العادة المتّبعة»، قال فاليرو «هناك سوابق لا تقولوا إننا اكتشفنا أميركا»، مستطرداً «عندما تقطع خطاً عليك طلب رأي البعض والتنسيق مع هذا وذاك». وأكد أكثر من مصدر أن «رفض إسرائيل أن يتوجه الوزير الفرنسي» إلى غزة كان وراء تأجيل الشق الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي من الزيارة. وبحسب هذه المصادر، فإن «تل أبيب ما زالت تغص بهروب باريس من حضور جلسة إقرار تقرير غولدستون».
وقالت مصادر مطلعة إن أي زيارة لمسؤول غربي كبير إلى غزة سوف تعطي «حماس» صدقية أدبية، ويمكن أن يقرأها الرأي العام العالمي كـ«موافقة على التنديد بإسرائيل»، ما يمكن أن تترتب عليه «تبعات قانونية» لتل أبيب هي بغنى عنها. أضف إلى ذلك أن مسؤولاً إسرائيلياً انتفض أمام مسؤول أوروبي قائلاً «ماذا يمكن لكوشنير أن يفعل إذا كان (الرئيس الأميركي باراك) أوباما لا يستطيع فعل شيء». وشرح له تخوّف الدولة العبرية من «المزج بين إسرائيل وحماس» إذا جرت الزيارة. وكشف المسؤول الإسرائيلي أن «زيارة رام الله الآن غير محبّذة» فضلاً عن غزّة.