طهران تشيّع ضحاياها وتعتقل 3 مشتبه فيهم... وطلابها يتظاهرون ضدّ السـعوديّةدخلت السعودية على خط الأزمة المسيطرة على إقليم سيستان بلوشستان الإيراني، مع اتهام طلاب إيرانيين الرياض أمس بتحمّل مسؤولية ما يجري من أعمال إرهابية في جنوب شرق إيران واليمن «ودعم الصهيونية»، فيما وجّه الحرس الثوري أصابع الاتهام إلى إسرائيل وأميركا
اتهم الجيش الإيراني، أمس، الولايات المتحدة وإسرائيل، بالتورط في الإرهاب الذي ضرب إحدى مدن محافظة سيستان بلوشستان الأحد الماضي، فيما أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية أن 15 عنصراً من الحرس الثوري الإسلامي سقطوا في الهجوم الذي أودى بـ42 شخصاً، معظمهم من أبناء عشائر المحافظة المضطربة.
وفيما شيّعت إيران أمس ضحايا الهجوم الذي نفذته منظمة «جند الله» المسلّحة، أفاد مسؤول الشرطة في محافظة سيستان بلوشستان، محمد عرب، بأن شرطيّين اثنين قُتلا برصاص اثنين من المهاجمين في مدينة إيرانشهر في الإقليم الواقع جنوب شرق البلاد.
وعن تفجير بييشين الأحد، ذكرت الإذاعة الإيرانية أن 15 من أفراد الحرس الثوري، بينهم ستة من كبار القادة، كانوا ضمن 42 شخصاً قتلوا.
من جهته، قال قائد القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال حسن فيروز آبادي، في رسالة قرئت خلال حفل تأبين قتلى الحرس الثوري في قاعدة للحرس في طهران، إن «استشهاد القائد شوشتري أضاف صفحة سوداء إلى ملف الولايات المتحدة وإسرائيل الإرهابي».
بدوره، أعلن وزير الأمن، حيدر مصلحي، أن «وفداً يضم مسؤولين من أجهزة الأمن والاستخبارات، سيتوجه إلى (إسلام آباد) للتباحث مع المسؤولين الباكستانيين بشأن الأحداث الأخيرة». وأضاف: «لدينا شواهد وأدلة على أن عبد المالك ريغي (زعيم تنظيم جند الله) لديه ارتباط مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية».
ونقل التلفزيون الايراني عن قائد القوات البرية في الحرس الثوري، محمد باكبور، أنه طلب «إصدار التصاريح اللازمة التي تسمح للحرس بمواجهة الإرهابيين على الأراضي الباكستانية».
وذكرت وزارة الخارجية الباكستانية أن «بعض القوى تحاول ضرب علاقاتنا مع إيران، لكن علاقاتنا قوية بما فيه الكفاية لصد تلك المؤامرات».
من ناحية ثانية، قال رئيس الهيئة القضائية في إقليم سيستان بلوشستان، إبراهيم حامدي، إنه جرى التعرف إلى هوية المهاجم الانتحاري وإنه من الإقليم. أمّا المدعي العام في مدينة زاهدان، محمد مرضية، فأفاد بأن السلطات أوقفت ثلاثة مشتبه فيهم. وأضاف: «لأسباب أمنية لن أكشف أسماءهم بالتفصيل، لكن الإرهابيين إيرانيون، ومرافق الانتحاري لم يوقَف بعد». وأعلن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، محمد خزاعي، في رسالة إلى المندوب الفيتنامي لي لونغ مينه، الرئيس الحالي لمجلس الأمن، «تتوقع إيران أن يردّ مجلس الأمن على هذا الهجوم الإرهابي بإدانته بأشد تعبيرات».
في المقابل، أعلنت جماعة «جند الله» على أحد مواقعها على الإنترنت، أن هجوم يوم الأحد كان «رداً على الجرائم المستمرة للنظام الإيراني بحقّ شعب بلوشستان الأعزل والمضطهد». في هذه الأثناء، تجمّع مئات من الطلبة أمام السفارة السعودية في طهران «احتجاجاً على الأعمال الإرهابية التي حدثت في محافظة سيستان بلوشستان والاعتداءات المتواصلة على المسلمين في اليمن»، منتقدين سياسات «حكام السعودية تجاه قضايا المنطقة» و«دعم الإرهابيين والكيان الصهيوني».
وفي السياق، تحدّث وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، عن تحرك إيراني لحل الأزمة في اليمن، موضحاً أنه «في الرسالة التي بعثناها إلى أصدقائنا اليمنيين، أعلنّا استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتقديم المساعدة لتسوية قضايا اليمن، وأكدنا أن إيران لن تتوانى عن بذل أي جهد في هذا المجال، وفي حال وجود حاجة سيُرسَل مبعوث خاص إلى اليمن، إلا أنه لم يُطرَح أي موضوع عن عملية وساطة في الأحداث الجارية في هذا البلد». وقال: «إن المسؤولين اليمنيين وافقوا على فكرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وستجري زيارة لهذا البلد في التاريخ الذي يُتَّفَق عليه».
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)

وأعلن ممثل طهران في البرلمان، حميد رسائي، أن الشكوى التي وقعها مئة نائب تقريباً، سلمت إلى المدعي العام للبلاد، غلام حسين محسني إيجائي، موضحاً «أن النواب قدّموا شكوى ضد مير حسين موسوي لبياناته وأعماله التي أساءت إلى سمعة النظام الإسلامي، وألحقت أضراراً في الأملاك العامة والخاصة».
وفي السياق، حكمت محكمة إيرانية على عالم الاجتماع الإيراني الأميركي، كيان تاج بخش (الصورة)، الذي اعتُقل أثناء الاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية، «بالسجن أكثر من 12 عاماً»، حسبما نقلت وكالة «مهر».
(أ ف ب)