معمر عطويوضع تفجيرا الجامعة الإسلامية العالمية في العاصمة الباكستانية، أول من أمس، المراقبين أمام أسئلة جديدة، عن سرّ هذا التطور الذي تقول السلطات الأمنية الباكستانية إنه من عمل «طالبان» المتمركزة في إقليم وزيرستان الحدودي، فيما يستبعد بعض المتابعين للشؤون الباكستانية والحركات الإسلامية في المنطقة هذا الاحتمال.
ويرى أحد المتابعين أن هذه الجامعة «العريقة»، كانت دائماً مُتهمة من الأجهزة الاستخبارية بأنها تخرّج متطرفين، وأن السلطات الأمنية طالما لاحقت أعضاء مفترضين من تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» من طلابها. ويقول إن نفي «طالبان» مسؤوليتها عن هذا الهجوم المزدوج، هو أقرب إلى الحقيقة، في وقت تتعرض فيه الجماعات الإسلامية في المنطقة لأكبر هجوم أميركي ـــــ باكستاني. هجوم أطلق يد الاستخبارات الأميركية في المنطقة، لمحاربة هذه الحركة بكل الطرق. ويستبعد المتابع أن تكون «طالبان» وراء هذا الهجوم، لكون «علاقة الحركة بالجامعة تاريخية. حيث حضنت الجامعة الإسلامية منذ سنوات طويلة العديد من طلاب الحركات الإسلامية»، وجلّهم من «المجاهدين العرب» وعناصر من «طالبان» في باكستان وأفغانستان. حضور تعبّر عنه نشاطات الاتحاد الطلابي التابع لـ«طالبان» داخل الجامعة. أمّا الحديث عن عمليات انتحارية، فيستبعد المصدر هذا الاحتمال أيضاً، على اعتبار أن «طالبان» لا يمكن أن تقوم بعملية من هذا النوع في جامعة إسلامية ترى أن لها حصة فيها. لكنه يستدرك بأن «إثارة موضوع العمل الانتحاري، تقف وراءه أصابع استخبارية في لعبة معقّدة تهدف إلى جعل العمليات الانتحارية المضرّة بالمدنيين، نموذجاً يسيء إلى العمليات الاستشهادية التي تتعلق بقضايا عادلة ومحقّة»، ولا سيما أن ضحايا هذه العمليات العشوائية خلال العامين الأخيرين كانوا نحو 2300 قتيل في باكستان.
أمّا الدور الإيراني في هذه الفترة فهو متوقع، في رأي المراقب، بحكم أن طهران قد «بدأت تؤدي دور الشرطي في المنطقة». دور تجلّى من خلال طلبها من إسلام آباد ملاحقة العناصر المشتبه في تورّطهم في انفجار سيستان بلوشستان الأحد الماضي. ويوضح المراقب أن الجامعة الإسلامية التي أسّستها رابطة العالم الإسلامي، السعودية المنشأ والتمويل، «قد تكون مسرحاً للعبة استخبارية خطيرة تدور بين إيران والسعودية، وخصوصاً بعدما بات اللعب بينهما على المكشوف. فقد نجحت طهران أخيراً في التغلغل داخل بعض أقسام هذه الجامعة، ولا سيما قسم اللغة الفارسية».
على كل حال، باكستان هذه الأيام مكشوفة أمام أكثر من جهاز أمني، واستهداف الجامعة الإسلامية قد يكون من عمل هذه الأجهزة، التي يعترف المراقب بصعوبة تحديد أهدافها.