باريس ــ بسّام الطيارةحالما أقرّت إيرلندا معاهدة لشبونة، وفتح طريق إقامة «اتحاد شبه فدرالي أوروبي»، انطلقت الرهانات بشأن من يمكن أن يحتلّ مركز «رئيس الاتحاد الأوروبي» المستحدث بموجب «الدستور الجديد».
حتى أيام قليلة ماضية كان رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، الأوفر حظاً للفوز بالمنصب. إلّا أن «صديقه» الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي كان أول «من سَوّقً لترشيحه»، قال إن «كون بريطانيا لم تعتمد اليورو يجعل من الصعب» اختيار بريطاني لرئاسة اتحادها. ورأى كثيرون في الجملة «تخليّاً من ساركوزي عن بلير»، ليبدأ البحث عن السبب وعن البديل أيضاً.
أسماء فرنسية كثيرة قفزت في سماء الرهانات، منها اسم «رئيس الوزراء الحالي فرانسوا فيون»، الذي يرى البعض في إبعاده عن باريس نوعاً من التمهيد لتغيير حكومي، وخصوصاً قبل الانتخابات الرئاسية في عام ٢٠١٢، خوفاً من أن «تراوده فكرة تقليد (ادوارد) بالادور» والترشّح ضد الرئيس الحالي. إلا أن إبعاد بلير عن ساحة الترشّح يبدو كأنه «توافق غير معلن» بين جميع المعنيين؛ فقد كشفت دول مجموعة بينيلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) عن الميزات التي تفضّل وجودها في الشخص الذي سيكلّف منصب الرئيس. وتبيّن أنها لا تتطابق البتة مع بلير، وكذلك الأمر بالنسبة إلى النمسا وبولندا. وعادت إلى مواقع الإنترنت صفة «كلب بوش»، في إشارة إلى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، لتلتصق بمن كان «أكبر مؤيّد لغزو العراق رغم معارضة أكثرية الشعب البريطاني».
كما أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لزمت الصمت حتى الآن بشأن الموضوع، وهو ما يمكن تفسيره بأنه معارضة لترشيح بلير.
صحيح أن أوروبا تبحث عن شخصية قوية قادرة على التحدث من الند للند مع زعماء العالم والأوروبيّين، إلا أن صورة بلير «التابع الأميركي» لا تفي بالمطلوب، ولا بما ينتظر منه الآن.
والجدير بالذكر ما قاله المستشار النمساوي، ورنر فايمن، في هذا الصدد «نحن في حاجة إلى مرشّح لا يكون موالياً لبوش بل لأوباما».
وكأن بلير يمكن أن يؤدّي دور «القاطرة التي تشدّ أوروبّا نحو الوراء لتعاند أوباما»، كما فسّر محلّل. الأسماء الباقية قليلة ولكن تفي بما يمكن أن يطالب به عدد متزايد من الأوروبيّين من أن يكون الرئيس المقبل من «دولة صغيرة»، لا من إحدى الدول الثلاث الكبرى (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا). هنا يبرز اسما اثنين من المشاركين في القمة المقبلة يومي الخميس والجمعة في بروكسل لاختيار الرئيس العتيد أو لمحاولة الاتفاق على اسمه، وهما رئيس وزراء اللوكسمبورغ جان كلود يونكر ونظيره الهولندي يان بيتر بالكينندي، اللذان يتطلّعان إلى تولّي المنصب.