خاص بالموقعذكرت صحيفة «ذا غارديان» اليوم أن مكتب رئاسة الحكومة البريطانية «داوننغ ستريت» كلّف اثنين من المسؤولين البارزين إطلاق حملة سرية في أوروبا لدعم ترشيح رئيس الوزراء السابق، طوني بلير، لتولي منصب أول رئيس للاتحاد الأوروبي.



وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة جاءت بعد تحذير مسؤولين في الحكومة البريطانية من احتمال أن يفقد بلير الفرصة، ما لم يُطلق حملة ديناميكية تروّج لتسلمه منصب رئيس الاتحاد الأوروبي. وأشارت إلى أن الحملة يقودها كبير مستشاري «داوننغ ستريت» للشؤون الأوروبية، جون كانليف، والسفير البريطاني لدى الاتحاد، كيم داروتش، اللذان أجريا اتصالات مع شخصيات بارزة في الاتحاد للترويج لبلير، وهو ما يعكس الدعم الذي يقدّمه رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، إلى سلفه بلير، بحسب الصحيفة.



ونسبت «ذا غارديان» إلى مصدر في الحكومة البريطانية قوله «نواجه مشكلة حقيقية بسبب عدم وجود أي جهة تدافع علناً عن ترشيح بلير لمنصب رئيس الاتحاد الأوروبي، وهناك شعور بأننا وصلنا الآن إلى مرحلة حاسمة يحتاج فيها بلير إلى إطلاق حملة ديناميكية لضمان حصوله على هذا المنصب».



وكانت تقارير صحافية قد كشفت الأسبوع الماضي أن بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، سيتوّج أول رئيس للاتحاد الأوروبي خلال قمة خاصة يعقدها زعماء الدول الأعضاء الشهر المقبل. وتحدثت تقارير عن أن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، يضغط لعقد قمة استثنائية في بروكسل لقادة دول الاتحاد من أجل التصديق على تعيين بلير في المنصب الجديد، الذي سيمنحه راتباً سنوياً مقداره 275 ألف جنيه استرليني. كما أكدت التقارير أن بلير يحظى أيضاً بدعم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بسبب مواقفه المؤيدة للولايات المتحدة.



وقد أحجم بلير حتى الآن عن شن حملة لدعم ترشيحه بسبب تخوّفه من أن يواجه مصيراً مشابهاً لرئيس وزراء بلجيكا السابق، غي فرهوفشتات، حين صوّت بلير ضد تعيينه رئيساً للمفوضية الأوروبية عام 2004.



وسيعيّن رئيس للاتحاد الأوروبي هذا العام إذا صدّقت جميع الدول الأعضاء السبع والعشرين على معاهدة لشبونة، التي وقّعها زعماء دول الاتحاد في كانون الأول 2007.



في المقابل، أبدى رئيس وزراء لوكسبورغ، جان كلود يونكر، اهتمامه بمنصب رئيس الاتحاد الأوروبي، طارحاً نفسه بذلك منافساً لبلير والهولندي، يان بيتر بلكنندي.



وقال يونكر في مقابلة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية اليوم إنه «جرى توجيه الدعوة إليّ، لن يكون لديّ سبب لعدم تلبيتها، شرط أن تكون منبثقة عن أفكار طموحة لهذا المنصب». وأضاف «علمت أنه لا ينبغي الترشح لمثل هذه الوظيفة. ينبغي ترك الآخرين يوجهون الدعوة».



وأكد يونكر الذي يرأس كذلك منتدى وزراء مالية منطقة اليورو معارضته لتولي توني بلير المنصب الأعلى والرمزي في الاتحاد الأوروبي. وقال «لا أرى المجالات التي برهنت فيها بريطانيا على التزام أوروبي حقيقي ملهم خلال السنوات العشر الماضية، عدا التقدم في مجال الدفاع»، في إشارة إلى سنوات حكم بلير. وأضاف «أستند إلى نموذج نظري يرى أنه ينبغي أن يمثل أوروبا من يكون همه الرئيسي هو أن يخدمها، وأن يجمعها حول حلول وسط فاضلة، ولا يتظاهر بتمثيلها في الخارج دون أن يحقق التلاحم الداخلي».



وانتقد يونكر بلير، وخصوصاً لأنه لم يفِ بعهده بإقناع البريطانيين بالدخول إلى منطقة اليورو عندما كان في الحكم.



وقال إن «مسيرة بعض الأوروبيّين أغنتها رغبتهم في دفع أوروبا إلى الأمام بما فيها الوحدة النقدية. البعض الآخر لم يعرف كيف يواكب هذه المسيرة».



وعن نظيره الهولندي، يان بيتر بلكنندي، يقول منتقداً أيضاً، إنه «صديق رغم أني أختلف معه أحياناً في النقاش بشأن القضايا الأوروبية. لقد خاطرت لدى تنظيم الاستفتاء على الدستور (الأوروبي) في بلدي، عبر التلويح بالاستقالة إذا كانت الإجابة بالرفض. أما هو، فلم يفعل ذلك، ولكنني أفهمه لأني أعرف الوضع في بلده».



(أ ف ب، يو بي آي)