strong>وافقت طهران جزئياً على مشروع الاتفاق الدولي لتوفير الوقود النووي، معتبرة أنه بحاجة إلى «تعديلات كبيرة»، فيما أشاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بدعم رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان للبرنامج النووي الإيراني
أعلن مصدر إيراني مطّلع، أمس، أن بلاده ستوافق على الإطار العام لمسوّدة الاتفاق التي قدّمها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، لتخصيب جزء من اليورانيوم الإيراني في الخارج، مع المطالبة بإدخال «تعديلات مهمة» عليها، فيما كشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي عن وجود توجه لتسليم اليورانيوم على دفعات.
ونسب تلفزيون «العالم» الإيراني الرسمي إلى «المصدر المطّلع» قوله إن «طهران تطالب بتعديلات كبيرة على المشروع»، وأضاف أن بلاده ستسلّم ردّها خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة.
وفي السياق، قدّم النائبان الإيرانيان بروجردي وحسين نقوي حسيني دعمهما «لمشروع اتفاق» فيينا. وقال بروجردي إنه يؤيّد «مشروع الاتفاق»، لكنّه لفت إلى أن إيران لن تسلّم اليورانيوم «دفعةً واحدة». وقال «يمكننا إرسال جزء من اليورانيوم المخصّب بنسبة 3.5 في المئة، وعندما نحصل على وقود بنسبة 20 في المئة، يمكننا تسليم جزء آخر من اليورانيوم».
أما حسيني، فأشار إلى أن «إيران تريد الحصول على الوقود لمفاعلها للأبحاث في طهران. وإذا أخذنا في الاعتبار الجهود المتبادلة، يمكننا القول إن اتفاق فيينا انتصار للطرفين».
وأثار الموقف الإيراني ردود فعل دولية، أبرزها لفرنسا، التي رأى وزير خارجيتها برنار كوشنير أن التعديلات التي تطالب إيران بإدخالها على مشروع الاتفاق «ليست إشارة جيّدة».
وقال كوشنير، على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، «هل هذا يعني أنه أمر سلبي؟ سأدعهم يوضحون الأمر بأنفسهم، لكنه ليس إشارة جيدة». ورأى أن «إيران تهدر الوقت، لأنّ علينا التحدث الآن، وسيكون الأوان قد فات في يوم من الأيام».
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، يان كيلي، أن أعضاء مجموعة البلدان الستة الكبرى التي تفاوض في الملف النووي الإيراني ناقشوا هاتفياً «ضرورة القيام بمقاربة موحّدة في الملف النووي الإيراني». وأشار إلى أن المنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، يحاول تنظيم اجتماع جديد بين إيران ومندوبي المجموعة.
بدوره، قال دبلوماسي أوروبي لوكالة «فرانس برس»، إنه «حتى وإن كان من الواضح أنه لا يمكن الاستمرار في المفاوضات إلى ما لا نهاية، فلا أحد يرغب في إعطاء إيران مهلة زمنية محددة، لأن طهران قد تتلاعب بها».
في غضون ذلك، أشاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالدعم الذي قدّمه ضيفه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، لموقف إيران في الأزمة الناجمة عن برنامجها النووي.
ورأى نجاد، خلال اجتماعه مع نظيره التركي في طهران، أنه «بالتأكيد لن تُسوّى المشاكل في غياب العدالة». وأضاف «عندما يملك نظام غير شرعي (إسرائيل) أسلحة نووية، لا يمكن أحداً منع دولة أخرى من حيازة الطاقة النووية لأغراض سلمية».

نجاد: إيران ستتخذ قرارات مناسبة إذا لم يلقَ الحجاج معاملة مناسبة
وتوجه الرئيس الإيراني إلى أردوغان بالقول «موقفكم الواضح من النظام الصهيوني ستكون له انعكاسات إيجابية على المستوى الدولي وفي العالم الإسلامي». ورأى أن «لتركيا وإيران مصالح مشتركة وتواجههما تهديدات متماثلة، وإذا ما عزّزتا وحدتهما، فستتغلبان على التهديدات الخطيرة وتستغلان الفرص لمصلحة شعبيهما».
ونقلت قناة «العالم» عن أردوغان، الذي بدأ زيارة إلى طهران أول من أمس على رأس وفد سياسي وتجاري واقتصادي كبير، تأكيده دعم بلاده لحق إيران في الطاقة النووية السلمية. وفي ما يتعلق بالتعاون بين البلدين، أعلن نائب وزير النفط الإيراني للتخطيط، إبراهيم رضافزون، أن تركيا ستنفق 3.5 إلى 4 مليارات دولار أميركي استثمارات في حقل جنوب فارس للغاز في إيران.
في هذه الأثناء، سلّمت الحكومة الباكستانية إلى إيران ثمانية من قوات حرس الحدود الإيراني كانت قد اعتقلتهم أول من أمس بعد دخولهم أراضيها، بعدما تبيّن أن هذه المجموعة دخلت الأراضي الباكستانية عن طريق الخطأ، حين كانوا يطاردون مجموعة من المهرّبين.
وفي الشأن الداخلي الإيراني، ذكر موقع إصلاحي أن عائلات ناشطين إيرانيين إصلاحيين معتقلين تنظّم اليوم تجمّعاً للمطالبة بالإفراج عنهم، يُرجّح أن يكون أمام سجن إيوين. وأشار الموقع إلى أن ذوي المعتقلين هدّدوا ببدء إضراب عن الطعام إذا لم تلبَّ مطالبهم.
إلى ذلك، لوّح نجاد، لدى اجتماعه مع أعضاء المجلس الأعلى للحج في إيران، بـ«قرارات مناسبة» ستتخذها بلاده إذا لم يلقَ مواطنوها معاملة «مناسبة» خلال أدائهم مناسك الحج في السعودية.
(أ ف ب، يو بي آي)