واشنطن ــ محمد سعيد
يستعد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لوضع اللمسات الأخيرة على استراتيجيته الخاصة بالحرب على أفغانستان في غضون الأسبوعين المقبلين، وعقد حتى الآن ستة اجتماعات مع طاقمه للأمن القومي والسياسة الخارجية، فيما يتوقع أن يعقد اجتماعه السابع والأخير الأسبوع المقبل. وشهدت واشنطن، في أعقاب سقوط المزيد من القتلى الأميركيين في أفغانستان، تصاعداً في الحديث عن هذا البلد، حيث أكد أوباما أنه لن يتخذ قراراً متسرعاً في شأن إرسال تعزيزات عسكرية، فيما أعلنت مصادر مسؤولة أن القرار سيصدر قبل بدء أوباما جولته الآسيوية في الحادي عشر من الشهر المقبل. ويشهد الكونغرس خلافات بين أعضائه الديموقراطيين والجمهوريين بشأن إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان. وبينما قال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفين إن الرئيس السابق جورج بوش استغرق ثلاثة أشهر ليتخذ قراراً بنشر قوات إضافية في العراق، رأى العضو الجمهوري البارز في اللجنة جون ماكاين أن كل يوم يؤجّل فيه اتخاذ قرار بهذا الشأن يعني تأجيلاً مماثلاً لنجاح الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان.
وقال العضو الديموقراطي البارز في المجلس، روس فينغولد، إنه سيعمل، مع أعضاء آخرين، كل ما في وسعهم لإصدار قرار يمنع إرسال مزيد من الجنود الأميركيين إلى أفغانستان.
بدوره، أشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري إلى ضرورة مشاركة الأفغان في تولي المسؤولية في بلدهم. وقال إن «سحب عدد كبير من القوات الأميركية من أفغانستان قد يؤدي إلى إشعال فتيل الحرب الأهلية هناك».
ورفض كيري اقتراح نائب الرئيس جوزيف بايدن، الذي يقضي بإطلاق حملة أكثر تحديداً ومحدودة جغرافياً لمكافحة التمرّد. كما رأى أن «خطة ماكريستال لزيادة كبيرة في القوات مبالغ فيها ومتسرعة جداً».
في هذه الأثناء، قدم أول دبلوماسي أميركي في أفغانستان استقالته احتجاجاً على الحرب. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» إن ماثيو هوه، الضابط السابق في قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) (36 عاماً)، كان أبرز مسؤول لوزارة الخارجية الأميركية في ولاية زابل الأفغانية، التي تعد معقلاً لناشطي حركة «طالبان». وأضافت الصحيفة أن هوه كتب في رسالة استقالته أنه فقد الثقة بالأهداف الاستراتيجية للوجود الأميركي في أفغانستان.
ميدانياً، أعلنت قوة حلف شمالي الأطلسي أمس مقتل ثمانية جنود أميركيين ومدني أفغاني في جنوب أفغانستان، في «هجمات مختلفة بعبوات يدوية الصنع».