شنّ المتمردون الأفغان هجوماً على مبنى تابع للأمم المتحدة صباح اليوم في العاصمة، كابول، فقتلوا ستة أجانب من موظفي المنظمة الدولية، كما أطلقوا صواريخ على فندق مملوك لأجانب في العاصمة، مجبرين أكثر من مئة نزيل على دخول ملجأ تحت الأرض، من دون أن تسجل إصابات، وذلك تزامناً مع انكباب الإدارة الأميركية على دراسة الوضع في أفغانستان من أجل استخلاص استراتيجية جديدة للحرب. وعلى ما يبدو، فإن إدارة باراك أوباما توقفت عن البحث في ما إذا كانت سترسل قوات إضافية أو لا، وانتقلت الآن إلى البحث في عدد القوات ومواقعها، بحسب ما أفادت تقارير إعلامية أميركية اليوم. وقال المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، أدريان إدواردز، عن الهجوم على استراحة المنظمة الدولية «العدد الآن هو ستة قتلى، وكلهم من موظفي الأمم المتحدة»، مضيفاً أن تسعة على الأقل أُصيبوا في الهجوم. ولم تتضح جنسيات القتلى بعد. وذكر قصر الرئاسة الأفغاني في بيان أن عدداً من المدنيين الأفغان ورجال الشرطة قتلوا أيضاً في الهجوم. وأشارت التقارير إلى أن المهاجمين كانوا يرتدون زيّ رجال شرطة لتأمين دخولهم الاستراحة. وقال شرطي «نعتقد أنهم (المتشددين) باكستانيون».
ووصف الرئيس الأفغاني، حامد قرضاي، الذي يخوض جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية أمام وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، الهجومين بأنهما «وحشيان».
في هذا الوقت، قال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن مستشاري الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يركّزون على وضع استراتيجية لأفغانستان تهدف إلى حماية المناطق المكتظة سكنياً في البلاد، وأن التركيز الآن ليس على مسألة إرسال قوات إضافية أو لا. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن التركيز في السجال الدائر في الإدارة بشأن أفغانستان يقوم على تحديد المناطق التي ستخضع لحماية القوات الأميركية وقوات حلف شمالي الأطلسي، وبناءً عليه يتم تحديد عدد القوات الإضافية التي يجب إرسالها إلى هناك.
وقال المسؤولون إن الإدارة تتطلّع اليوم إلى حماية العاصمة كابول ومدن قندهار ومزار شريف وقندز وهيرات وجلال آباد وبعض القرى، مشيرين إلى أن أول دفعة من القوات الجديدة التي قد ترسل إلى أفغانستان ستنشر في قندهار التي تعدّ العاصمة الروحية لحركة «طالبان».
إلا أن القادة العسكريين الأميركيين يضغطون أيضاً لإرسال قوات إضافية لحماية المناطق الزراعية الرئيسية والمناطق التي تعدّ حيوية اقتصادياً، وهذا يعني بالتأكيد أن هناك حاجة أكيدة لإرسال قوات إضافية، بحسب الصحيفة. وقال مسؤول في الإدارة إن قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستل أبلغ مستشاري أوباما بكيفية نشر القوات الإضافية في إطار المقاربة الجديدة. وأوضح أن اللواءين اللذين سيرسلان في البداية سينشران في الجنوب، أحدهما في قندهار، فيما ينشر الثالث شرق أفغانستان، والرابع يكون متحركاً في أنحاء البلاد.
وأشار المسؤولون إلى أن الاستراتيجية الجديدة ستشمل عناصر أخرى غير حماية المدنيين، ألا وهي تسريع تدريب القوات الأفغانية وتعزيز التنمية الاقتصادية والمصالحة مع عناصر أقل تطرفاً في «طالبان».
وأوضح أحد المسؤولين أن المقاربة الجديدة في أفغانستان هي مزيج من أفكار ماكريستل ونائب الرئيس، جوزيف بايدن، الذي دعا إلى شن عمليات عسكرية محدودة جغرافياً في أفغانستان.

(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)