خاص بالموقع استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما جثث 18 من الجنود والضباط من إدارة مكافحة المخدرات، قتلوا في أفغانستان هذا الأسبوع. ووصلت طائرة الهليكوبتر الرئاسية على متنها أوباما عقب منتصف الليل إلى قاعدة دوفر الجوية في ديلاوير، التي فيها أكبر مشرحة عسكرية في الولايات المتحدة، والمنفذ الرئيسي لدخول جثث العسكريين الأميركيين الذين قتلوا في الخارج.

وقبلها بدقائق، هبطت طائرة نقل تابعة للقوات الجوية من طراز سي ــــ 17 في القاعدة، حاملة جثث ثمانية من جنود الجيش قتلوا في انفجار قنبلة على الطريق، وسبعة جنود وثلاثة من ضباط إدارة مكافحة المخدرات، قتلوا في تحطم طائرة هليكوبتر، بحسب الجيش الأميركي. وذكر مسؤولون عسكريون أن أوباما اجتمع مع أسر القتلى من الضباط والجنود في كنيسة صغيرة في القاعدة.

في السياق، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن «هذه كانت أول زيارة يقوم بها أوباما إلى هذه القاعدة في ديلاوير»، واعتبرت أن «الزيارة كانت تحمل معنى رمزياً بالنسبة إلى أوباما، وترمي إلى نقل خطورة قراره، مع اقترابه أكثر فأكثر من إعلان إن كان ينوي إرسال عدد إضافي من الجنود الأميركيين إلى أفغانستان أم لا».

ورافق أوباما المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، وقال للصحافيين إن «الرئيس قد يتوصل قريباً إلى قرار نهائي بشأن الخطط العسكرية لأفغانستان»، مشيراً إلى أن «ارتفاع حدة العنف لن تؤثر بالضرورة على الاستراتيجية، لكنها تثقل كاهل الرئيس». وأضاف أن «أصعب مهمة يقوم بها الرئيس في أي يوم هي التوقيع على رسالة تعزية إلى شخص خسر ابنه أو ابنته أو زوجه أو زوجته في العراق أو أفغانستان، أو في خدمة بلدنا في الخارج».

في هذا الوقت، أعلنت صحيفة «واشنطن بوست»، اليوم، أن «أوباما طلب من كبار مساعديه تقديم تحليل للأوضاع في أقاليم أفغانستان الأربعة والثلاثين، لتحديد المناطق التي يديرها زعماء محليون بفاعلية». وأضافت أن «مستشاري أوباما يقولون إن الدراسة التفصيلية ستساعده على اتخاذ قرار بشأن العدد المفترض إرساله من القوات الأميركية الإضافية إلى أفغانستان».

وأوضحت الصحيفة أن مسؤولي الإدارة اعتبروا أن «تحليل كل إقليم على حدة سيكون جاهزاً لإطلاع أوباما عليه قبل أن يجتمع غداً مع كبار القادة العسكريين في البيت الأبيض». وذكرت أن أوباما «طلب تحليل أوضاع كل إقليم خلال اجتماعه يوم الاثنين الماضي مع نائبه جو بايدن، ومجموعة صغيرة من كبار المستشارين الذين يساعدونه على اتخاذ قرار في ما إذا كان عليه توسيع نطاق الحرب». ونقل التقرير عن مسؤولين في الإدارة قولهم إن «وزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي جيمس جونز يؤيدان طلب أوباما الحصول على تقرير تفصيلي عن كل إقليم يمكن أن يساعد في تحديد الحلفاء المحتملين للولايات المتحدة بين الزعماء المحليين في أفغانستان».

وقالت «واشنطن بوست» إنه «بعدما قرأ أوباما وكبار مستشاريه تقييم القائد الأميركي في أفغانستان ستانلي ماكريستال للحرب، خلصوا إلى أنه لا يمكن القضاء على طالبان كقوة عسكرية وسياسية مهما كان حجم القوات الأميركية التي تُرسل».

(رويترز)