ما هي حقيقة السفينة الروسية التي اختطفت في آب الماضي، وأعيدت على أيدي رجال البحرية الروسية بعد أيام. هل صحيح أن «الموساد» يقف خلف هذه القرصنة، بذريعة أن السفينة تنقل أسلحة إلى سوريا وإيران؟
فراس خطيب
نشرت مجلة «تايم» الأميركية، أمس، تحقيقاً أشارت فيه إلى إمكان أن تكون السفينة الروسية «أركتيك سي» قد اختطفت على يد إسرائيل (الموساد)، أو بواسطة مبعوثين من قبلها. وادّعت المجلة الأسبوعية، في تحقيق موسّع عن اختفاء «أركتيك سي»، أنّ السفينة كانت تنقل أسلحة إلى سوريا أو إيران.
وتعاطت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ببالغ الجديّة مع تحقيق «تايم»، ومنحته الخبر الرئيسي تحت عنوان «قراصنة الموساد». ونقلت «تايم» عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي قوله إنَّ السفينة المذكورة، التي اختطفت في ظروف غير واضحة نهاية تموز الماضي وعُثر عليها أواسط آب في المحيط الأطلسي، «أمسكها الإسرائيليون أو مبعوثون من قبلهم».
وعلّقت المجلة على الرواية الروسية بأن سفن سلاح البحرية الروسي عثرت قبل أسبوعين على السفينة «المختطفة» على مقربة من شواطئ «كاب فاردا» في المحيط الأطلسي، واعتقل ثمانية من القراصنة غالبيتهم من الروس والاستونيين على ذمة التحقيق، قائلة «إن الرواية الرسمية الروسية لا تزال غير معقولة مع انكشاف الحقائق». وتساءلت «تايم» لماذا اعتقل سلاح البحرية الروسي قبطان السفينة وطاقمها وصادر العتاد الذي كان على متنها؟ ولماذا أُرسلت طائرات شحن ضخمة لنقل بضع عشرات من القراصنة وطاقم السفينة؟
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين رسميين وغير رسميين أعلنوا أنَّ السبب الأساسي الذي يقف وراء اختفاء السفينة وتعاطي الروس الغريب مع جوانب القضية، هو أنَّ «أركتيك سي» اختطفت على «يد إسرائيل أو بواسطة مبعوثين من قبلها، وهي تحمل سلاحاً إلى الشرق الأوسط».
وقال المسؤول عن متابعة عمليات القرصنة في الاتحاد الأوروبي، الأدميرال تارمو كوتس، «فقط حمولة صواريخ تفسّر التعاطي الروسي مع القضية»، مبيّناً أنه استناداً إلى تجربته البحرية، فإنَّ «التصريحات الرسمية ليست واقعية». لكنّ المصادر الروسية الرسمية نفت هذه «الادّعاءات» جملة وتفصيلاً.
وبحسب الرواية الرسمية، فإنَّ السفينة الروسية أبحرت من فنلندا في الثاني والعشرين من تموز، وعلى متنها حمولة خشب تقدر بـ2 مليون دولار باتجاه الجزائر.
وجاء في «يديعوت أحرونوت» أنَّ صحيفة «كوسمولسكايا برافدا» الروسية الواسعة الانتشار، نقلت عن جنرال في الجيش الروسي مطّلع على التحقيق، أن «أركتيك سي» كانت تحمل صواريخ لإيران. وبحسبه، فإن الحديث على ما يبدو عن صواريخ من طراز «أس 300» أو «أكس 55»، وأن من يقف وراء ذلك «عصابات سلاح»، وأنه ضُبطت السفينة قبل التورّط.
وتشير «تايم» إلى زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إلى روسيا في 8 آب، بعد يوم واحد من ضبط السفينة، ولقائه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في سوتشي على البحر الأسود، حيث بحث معه في قضية «بيع أسلحة وتجهيزات عسكرية لدول معادية لإسرائيل»، حسبما ذكر بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وأضافت وزارة الخارجية أن بيريز «شدّد على أن إسرائيل تمتلك إثباتاً على أن سلاحاً روسياً ينقل بواسطة إيران وسوريا إلى تنظيمات إرهابية منها حماس وحزب الله». لكنّ الإسرائيليين لم يردّوا على ما أوردته «تايم»، حسبما ذكرت «يديعوت أحرونوت».