مندوبو «الست» يتوقعون استجابة إيران للحوار حول برنامجها النووي قريباًلا يبدو أن الدول الست «5+1»، من خلال اجتماعها أمس في ألمانيا، قد اتفقت على عقوبات جديدة ضد إيران، فاللهجة لا تزال في حدود التوقعات الإيجابية بانصياع طهران للإرادة الدولية قريباً
تلقّى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد علي خامنئي، رسالة ثانية مباشرة من الرئيس الأميركي باراك أوباما، حسبما أعلنت وسائل إعلام إيرانية أمس، فيما اجتمع مندوبو الدول الست في ألمانيا، لمناقشة تطورات البرنامج النووي لإيران، وذلك على وقع مناقشات مجلس الشورى الإسلامي لتشكيلة الحكومة الجديدة. ونقلت محطة «برس تي في» الإيرانية عن موقع «تابناك» الإخباري شبه الرسمي، أن خامنئي تلقى رسالة ثانية من أوباما، لكنه لم يشر الى التاريخ الدقيق لوصول الرسالة الى طهران. وأضاف الموقع أن الرسالة الأولى وصلت بين 21 نيسان و21 أيار الماضي، مشيراً الى أن خامنئي رد على الرسالة الأولى، مقدّماً «الحجج».
في غضون ذلك، اجتمع مندوبو الدول الست (روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا)، في مدينة كينيغشتين، بالقرب من فرانكفورت غرب ألمانيا، حيث بحثوا الملف النووي الايراني.
وتوقع مدير الدائرة السياسية في وزارة الخارجية الالمانية، فولكر شتانزل، في بيان صدر عقب الاجتماع مع نظرائه من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أن تستجيب إيران للمحادثات الدولية حول برنامجها النووي المثير للجدل قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.
في هذه الأثناء، رفضت فرنسا الاتهام «بالتدخل» في الشؤون الايرانية حول حقوق الانسان. وقالت وزارة خارجيتها، في بيان، إن «الأمر لا يتعلق هنا بالتدخل، بل بالوفاء للقيم الديموقراطية ومبادئ حقوق الانسان».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، قد انتقد التصريحات الأخيرة للمسؤولين الفرنسيين والألمان في ما يتعلق بالبرنامج النووي السلمي لبلاده، مؤكداً أن استخدام وسيلة الحظر لن يؤثر في المطالبات القانونية والحقوقية لإيران.
في سياق آخر، قال قشقاوي إن «تغيير السفراء، ورؤساء مكاتب التمثيل والقنصليات (الايرانية) في الخارج مسألة عادية تحدث كل ثلاث سنوات». وكانت وكالة «فارس» قد كشفت عن أن إيران ستغيّر 40 سفيراً من بينهم سفراء أبدوا تأييدهم «لمثيري الشغب» أثناء الاضطرابات التي اندلعت أخيراً.

مجلس الشورى يصوت اليوم على حكومة نجاد وإصلاحيون ينتقدون «عسكرة المناخ السياسي»
من جهة أخرى، استأنف مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان)، لليوم الرابع على التوالي، جلساته لبحث صلاحية التشكيلة الوزارية ومنح الثقة لوزراء حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، فيما يتوقع التصويت على الثقة بالوزراء اليوم الخميس كل على حدة.
وواجه نجاد أمس انتقادات من بعض نواب البرلمان، لترشيحه المسؤول عن الانتخابات في وزارة الداخلية، كامران دانشجو، وزيراً للعلوم والأبحاث والتكنولوجيا.
وقال النائب محمد قاسم عثماني «بالنظر إلى سخونة الأجواء في المجتمع بعد الانتخابات الرئاسية، هناك شكوك في ما إذا كان ترشيح السيد دانشجو سيساعد في تهدئة المجتمع أم سيزيد من تلك السخونة».
وقال النائب أمين شعباني، الذي يعارض أيضاً ترشيح دانشجو، «السؤال هو هل سيتقبل المناخ في الجامعات شخصية سياسية وأمنية معروفة مثلك كشخصية علمية؟».
وتدخل رئيس البرلمان، علي لاريجاني، ليوضح أن دانشجو رُحل من بريطانيا لمشاركته في تظاهرات مناهضة للكاتب البريطاني سلمان رشدي «قبل أسبوعين فقط من مناقشته رسالة الدكتوراه».
من جهته، حذر النائب الإصلاحي، جمشيد أنصاري، من «عسكرة المناخ السياسي» في إيران، منتقداً ترشيح عسكري (وزير الدفاع مصطفى محمد نجار) لتولي وزارة الداخلية.
وقال أنصاري «في الماضي، كان يتم اللجوء فقط الى عسكريين لتطبيق الأحكام العرفية، وعموماً فإن ترشيح ضابط عسكري لوزارة الداخلية يرسل إشارة (الى خارج البلاد) عن عسكرة المناخ السياسي». ورد الجنرال نجار «أنا فخور بكوني عسكرياً»، مشدداً على أن الحرس الثوري الذي كان ينتمي إليه يمثّل قوة «ثقافية ودينية وعسكرية».
كذلك، انتقد بعض النواب اختيار عدة مرشحين للحكومة لعدم تمتعهم بالخبرة اللازمة لشغل مناصبهم الجديدة، بما في ذلك وزير الاستخبارات المقترح، حيدر مصلحي، والمرشحة لوزارة التعليم سوسن كشوارز وغيرهما.
ويعقد نجاد اليوم مؤتمراً صحافياً في مقر رئاسة الجمهورية، ليجيب عن اسئلة المراسلين الايرانيين والأجانب.
إلى ذلك، أكد مجلس التعاون الخليجي، خلال اجتماعه الوزاري الدوري أول من أمس في جدة غرب السعودية، أهمية التوصل الى «حل سلمي» لأزمة الملف النووي الايراني.
وجدّد في بيان «التأكيد على حق الدول في امتلاك التقنية النووية في الاستخدامات السلمية».
وبشأن العلاقات مع إيران، أكد المجلس «أهمية الالتزام بمبادئ وبسياسات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل الخلافات بالطرق السلمية»، متطلعاً الى أن «تثمر التوجهات السياسية المعلنة واقعاً عملياً ملموساً بما يسهم في بناء وتعزيز جسور الثقة» مع إيران.
(أ ف ب، رويترز، أ ب،
يو بي آي، مهر، إرنا)