سار الرئيس الأميركي باراك أوباما على درب أسلافه في الدعوة إلى إفطار سنوي في البيت الأبيض، وأيضاً في تجاهل دعوة المنظمات الإسلامية الفاعلة في أميركا
واشنطن ــ محمد سعيد
شدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أول من أمس، على الجهود الرامية إلى تعزيز الروابط الودية بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي. وقال، في حفل الإفطار الذي دعا إليه مساء الثلاثاء، «إن الإسلام جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة، وإن رمضان هو بالنسبة إلى أكثر من مليار مسلم فترة تفانٍ وتفكير عميق»، مشيراً إلى أن إفطار رمضان يحتفل به المسلمون الأميركيون في المساجد الموزعة في الولايات الأميركية.
وأضاف أوباما في الحفل، الذي حضره عدد من المسلمين ضم خمسة سفراء عرب إلى جانب رئيس بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن معن عريقات والسفير الإسرائيلي مايكل أورين وحاخامات يهود، «أنا مسرور لوجود ليس عدد من المسلمين الأميركيين والمندوبين الدبلوماسيين وحسب، بل أيضاً لوجود أشخاص من أديان كثيرة، مسيحيون ويهود وهندوس. فمسؤولية التعامل بناءً على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل تقع على عاتقنا جميعاً».
وعلى غرار سلفه جورج بوش، فإن قائمة المدعوين التي نشرها البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني استبعدت ممثلي المنظمات العربية والإسلامية الأميركية، حيث شملت فقط رئيسة الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية إنغريد ماتسون، ما أثار التساؤل في أوساط هذه المنظمات عما إذا كانت إدارة أوباما تمارس سياسة سلفها في التعامل معها حيث كانت قائمة مدعويها في هذه المناسبة تضم أسماء هامشية لا تحظى بصدقية في أوساط الجالية الإسلامية.
وأشاد أوباما بدور الإسلام في الدفاع عن العدالة والتقدم والتسامح وكرامة الإنسان. كما أشاد بإنجازات المسلمين الأميركيين ومشاركتهم في الحياة الأميركية. وقال إن «المسلمين الأميركيين ناجحون في مجال الأعمال والترفيه والفن والألعاب الرياضية والعلوم والطب. وفوق كل ذلك هم أهل ناجحون وجيران ناجحون ومواطنون ناشطون».
ووجه أوباما تحية إلى أول نائبين مسلمين في الكونغرس الأميركي، كيث اليسون وأندريه كارسون، اللذين حضرا حفل الإفطار. ووصف الإسلام بأنه جزء لا يتجزأ من أميركا. وأضاف «معاً لدينا مسؤولية تعزيز التواصل القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل»، مشدداً على أن «هذا واحد من التزاماتي كرئيس ـــــ في الداخل والخارج. هذا أساسي لانطلاقة جديدة سعيت لها بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم. سنجدد هذا الالتزام في هذا الشهر المقدس».
ووجّه أوباما تحية إلى «المجند في الجيش الأميركي كريم خان الذي ضحى بنفسه حين لقي حتفه خلال مشاركته في الحرب على العراق والتلميذة ناشالا هيرن، التي كسبت قضيتها في الحق بارتداء الحجاب في المدرسة، والطالبة بلقيس عبد القدير التي سجلت أكبر عدد من النقاط في تاريخ لعبة كرة السلة في ولاية ماساتشوستس بين جميع طلاب الثانويات». كما وجه أوباما تحية إلى محمد علي كلاي الذي لم يستطع الحضور بسبب زيارته لإيرلندا، والذي وصفه أوباما بأنه «رجل يواصل النضال من أجل معتقداته».
وكان أوباما قد تعهد في رسالة وجّهها إلى المسلمين الأسبوع الماضي بمناسبة حلول رمضان بـ«اتخاذ إجراءات ملموسة» لتجديد العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.