يتشابك الوضع الإيراني بخلافاته المستفحلة بين السلطة والمعارضة، بعلاقة إيران مع الخارج، إذ لكل بلد قضيته معها، من صنعاء إلى واشنطن مروراً بالقاهرة والرياض، التي حمّلتها طهران، أمس، مسؤولية تحديد مصير أحد مواطنيها
شنّ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، هجوماً جديداً على مسؤولي المعارضة. وقال، خلال مؤتمر صحافي، إن «هؤلاء الذين قادوا هذه الأعمال وحاولوا توجيه ضربات إلى الشعب والانتخابات الشعبية يجب أن يحاسبوا» على أعمالهم. وأضاف نجاد «لا يمكن إثارة اضطرابات وضرب الناس وتكسير الواجهات والسيارات من دون التعرّض للملاحقة»، معترفاً بأن عناصر من قوى الأمن ارتكبت أيضاً بعض الجنح، وقد كانت عناصر «مدسوسة» ويجب أن تُحاكم، لكن «في ظل احترام القانون».
من جهته، دعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، كل الأطراف السياسية في البلاد إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية بعد الأحداث الأخيرة.
وقال رفسنجاني، في مناسبة اجتماعية، «إن تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على الأجواء الهادئة في المجتمع يعدّان من الضرورات التي تحتاج إليها الثورة الإسلامية في إيران في الوقت الراهن». وأكد أن الثورة الإسلامية قد «تجاوزت عدداً من المؤامرات والفتن التي حاول الأعداء إثارتها في السابق»، محذراً من الوقوع في فخ الخلافات التي تضرب الوحدة الوطنية.
في هذا الوقت، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، أمس، أن المسؤولين السعوديين أكدوا اختفاء مواطن إيراني يدعى شهرام أميري في السعودية، معتبراً أن الرياض هي التي تتحمل مسؤولية سلامته، وتحديد مصيره بسرعة.
وأكد قشقاوي أن السلطات الإيرانية قدمت للسلطات السعودية كل المعلومات والوثائق المتعلقة بفقدان أميري على الأراضي السعودية، مبدياً استغرابه لتلكّؤ المسؤولين السعوديين في الرد بشأن تحديد مصيره، رغم مرور 3 أشهر على اختفائه. وقال إن إيران لم تتلق بعد «جواباً شافياً، ونأمل من المسؤولين السعوديين تكثيف جهودهم وإعلان أخبار سارة سريعاً»، لكشف مصير أميري نظراً إلى قلق ذويه.
في غضون ذلك، أعلنت السفارة الإيرانية في صنعاء أن ما تردد عن العثور على أسلحة إيرانية في منطقة القتال بين الجيش والحوثيين في صعدة شمال اليمن «مجرد أخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة». ونفت السفارة، في بيان صحافي، «الاتهامات والادعاءات التي تنسب إلى إيران بالتدخّل في الأوضاع اليمنية في صعدة». وعبّرت عن أسفها لنشر هذه الاتهامات، لأن من شأن ذلك «خدمة مصالح الذين يتربّصون للنيل من العلاقات بين البلدين في الداخل والخارج».
وفي السياق، قالت مصادر دبلوماسية مصرية إن الرئيس الجديد لمكتب رعاية المصالح المصرية في إيران، الوزير المفوّض علاء يوسف، سيغادر إلى طهران الجمعة المقبل لتسلّم مهمات منصبه مكان السفير عمرو الزيات، الذي أنهى فترة عمله. إلى ذلك، أفادت وكالة «مهر» للأنباء أنه في أعقاب نشر خبر الدخول غير القانوني لثلاثة رعايا أميركيين (شان باور وسارا شورد وجوش فاتال) إلى أراضي إيران، وبحث الموضوع من قبل الجهات المختصة، أبلغ مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأميركية، علي رضا سالاري، سفير سويسرا لدى طهران، ليفيا ليو أغوستي، بخبر اعتقال الثلاثة، موضحاً أنه «نظراً إلى حساسية اعتقال هؤلاء الأفراد من الناحيتين الزمنية والمكانية»، فإن التحقيق «سيستغرق وقتاً».
(أ ف ب، يو بي آي، مهر)