تأتي دعوة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني لتسوية الخلافات المذهبية من خلال تشكيل مجمع علمائي بين السعودية وإيران، عشية موعد تقديم الجمهورية الإسلامية رزمة مقترحات إلى الدول الست «لحل المشاكل العالمية»
أعلن وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، أمس، أن إيران ستسلّم القوى الكبرى الست (5+1) حزمة من المقترحات اليوم الأربعاء، تبحث «التحديات» النووية العالمية. وأضاف، في مؤتمر صحافي، «خلال هذا الأسبوع.. أو بعبارة أخرى.. غداً (الأربعاء).. ستسلّم حزمة المقترحات» إلى الدول الست المعنية بمتابعة الملف النووي الإيراني، (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين، روسيا وألمانيا).
وفي السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، جيانغ يو، في لقاء مع صحافيين، «نرى أنه في الظروف الحالية علينا زيادة الجهود الدبلوماسية واستئناف المناقشات مع إيران»، معتبرة أن «فرض عقوبات لن يساعد ولن يساهم في الجهود الدبلوماسية من أجل استئناف الحوار».
وكان وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، قد دعا حلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي، إلى تعزيز قدراتهم العسكرية وتعاونهم العسكري مع واشنطن لدفع إيران إلى التراجع عن برنامجها النووي. وقال، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية، «بقدر ما يعزز أصدقاؤنا العرب وحلفاؤهم قدراتهم الأمنية، وبقدر ما يعززون التعاون في ما بينهم ومعنا، فإنهم يوجّهون إشارة إلى الإيرانيين تقول إن الطريق الذي يسيرون عليه لن يؤدي إلى تعزيز أمنهم، بل يمكن أن يضعفه».
من جهة ثانية، دعا رئيس مجلس خبراء القيادة الإيرانية، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، إلى تشكيل مجمع لعلماء السعودية وإيران بهدف تسوية الخلافات المذهبية. وأعرب، خلال استقباله سفير السعودية لدى طهران أسامة السنوسي لمناسبة انتهاء مهام عمله، عن عدم ارتياحه لمستوى التعاون بين البلدين، مشيراًً إلى القضايا والمشاكل في بعض الدول الإسلامية، مثل العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين.
وشدد رفسنجاني على أن «تعاون إيران والسعودية في المجالات الأمنية من شأنه أن يقلل من تدخل الأجانب في المنطقة»، مقترحاً «تشكيل مجمع لعلماء الدين بين إيران والسعودية لتسوية الخلافات المذهبية».
من جهة أخرى، ذكر المتحدث باسم حزب «اعتماد مللي»، إسماعيل غيرامي مقدم. أن مكتب الحزب الذي يقوده الإصلاحي مهدي كروبي، في شمال طهران، أُغلق بناءً على أوامر مدّعي عام العاصمة.
في هذا الوقت، نفى قائد قوى الأمن الداخلي، العميد إسماعيل أحمدي مقدم، التقارير التي أثارها كروبي عن الانتهاكات الجنسية بحق معتقلين في سجن كهريزاك، جنوب طهران. وأشار، أمام الصحافيين في مدينة سارافان (جنوب)، إلى قيام الشرطة بالتعاون مع التلفزيون الرسمي بتحضير تقرير شامل عن الوضع في السجن.
بدوره، دعا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، السيد علي خامنئي، الذي يؤمّ صلاة الجمعة هذا الأسبوع، الرئيس محمود أحمدي نجاد وأعضاء الحكومتين السابقة والجديدة، الذين استقبلهم أول من أمس، إلى «الاستعداد لمواجهة مختلف أنواع المؤامرات»، موصياً إياهم «بالالتزام التام بالقانون وتقبّل النقد الصالح والهادف والاستماع إلى الناقدين».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، «إن المسؤولين ووسائل الإعلام في أميركا وضعوا في جدولهم الاستمرار في إثارة الضجة بشأن الرعايا الأميركيين الذين اعتقلوا إثر تجاوزهم الحدود الإيرانية بشكل غير قانوني، فيما هؤلاء المسؤولون، ووسائل الإعلام بالذات، وقفوا مكتوفي الأيدي والتزموا الصمت تجاه احتجاز الدبلوماسيين الإيرانيين في أربيل (شمال العراق)».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر، ارنا)