اتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، كلاً من التيار الصدري العراقي وجهات إيرانية بدعم المتمردين الحوثيين الذين يخوضون قتالاً شرساً ضد الجيش اليمني منذ أسابيع. وقال صالح، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية، إن حركة التمرد تتلقى دعماً مالياً من «جهات معينة في إيران». وأعلن أن «أجهزة الأمن عثرت على خليتين يمنيتين تقول إنهما تسلمتا أموالاً من جهات معيّنة في إيران تصل إلى 100 ألف دولار»، مشيراً إلى أن أفراد الخليتين «هم الآن أمام المحاكم».غير أن صالح رفض توجيه اتهام رسمي للسلطات الإيرانية قائلاً: «لا نستطيع أن نتهم الجانب الرسمي الإيراني»، على الرغم من تأكيده أن الحكومة الإيرانية لديها اتصالات مع المتمردين. وأوضح قائلاً: «إنهم (الإيرانيين) على استعداد للوساطة، بمعنى أن الإيرانيين لهم تواصل معهم، ما داموا يطلبون أن يتوسطوا بين الحكومة وبينهم».
كذلك اتهم صالح زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بدعم الحوثيين، قائلاً إن الأخير «اقترح بدوره التوسط بين الحكومة والحوثيين، وهذا يعني أن له صلة معهم».

الجيش يُعدّ لعملية عسكرية واسعة لإعادة السيطرة على منطقة حرف سفيان

ووصف صالح الاتفاقية التي وقّعتها صنعاء مع الحوثيين في العاصمة القطرية الدوحة العام الماضي بأنها «كانت جيدة»، لكنه شدد على أن «جماعة الحوثي هي التي لم تلتزم بها».
من جهته، أقر التيار الصدري أمس بأنه حاول القيام بوساطة مع الحكومة اليمنية لـ«حقن الدماء»، لكنه نفى تقديم الدعم للحوثيين. وقال الناطق باسم التيار، الشيخ صلاح العبيدي: «حاولنا التدخل بوساطة لإنهاء الأزمة بين أبناء الشعب اليمني بدوافع عربية وإسلامية، وفق الطرق الدبلوماسية الصحيحة، عن طريق السفير اليمني في بيروت». وأضاف: «حتى الآن لم نرَ تجاوباً واقعياً من الأطراف المعنية».
ونفى العبيدي أن يكون التيار الصدري يقدم الدعم للحوثيين، قائلاً: «نرفض أي اتهام لنا بدعم الحوثيين ضد الحكومة، لا إعلامياً ولا غيره، وتصريحاتنا تدل على ذلك».
في غضون ذلك، قال وزير الإعلام اليمني حسن أحمد اللوزي، خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «عصابات التخريب مُنيت في كل العمليات التي قامت بها، سواء في مدينة صعدة في الجبل الأحمر أو في الملاحيظ بخسائر كبيرة»، وذلك بالتزامن مع إعلان الجيش اليمني استعادته السيطرة على مواقع كانت بأيدي المتمردين، وورود أنباء عن قرب إطلاق الجيش عملية عسكرية واسعة تهدف إلى إعادة السيطرة على منطقة حرف سفيان.
ووفقاً للمصادر العسكرية اليمنية، فقد أنهت القوات المسلحة عملية «تطهير الجبل الاحمر» حيث خرّب المتمردون أبراج الاتصال، فيما أفشلت الطائرات محاولة تسلل للمتمردين في منطقة جبل القيس.
إلى ذلك، قال مسؤول يمني أمس إن اليمنيين الأربعة الذين أعلنت السلطات اعتقالهم أول من أمس وهم يحملون قنابل يدوية وأسلحة آلية قرب السفارة الأميركية في العاصمة اليمنية صنعاء، هم من المارة ولم يكونوا يخططون لاستهداف المبنى.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)