بول الأشقربدأ الرئيس هوغو تشافيز، أمس، زيارة إلى موسكو، حيث من المرجّح أن يوقّع اليوم خلال اجتماعاته مع الرئيس ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين، عقوداً حول شروط عمل كونسورسيوم الشركات النفطية الروسية في فنزويلا وأيضاً حول شراء دبابات «ت ــ 72» و«ت ــ 90» بقيمة نصف مليار دولار. وبعد روسيا، التي قدم إليها من بيلاروسيا، يتوجه تشافيز غداً إلى إسبانيا، المحطة الأخيرة لرحلته التي استمرت 11 يوماً، حيث سيلتقي الملك خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو.
وقبل سفره إلى روسيا البيضاء، قال تشافيز، متهكماً، إنه ينقل لرئيسها الكسندر لوكاشنكو «تحية من جميع أعضاء محور الشر». وكان تشافيز قد عرّج على مهرجان البندقية السينمائي، حيث حضر إلى جانب المخرج الأميركي أوليفير ستون أول عرض عالمي للوثائقي «جنوب الحدود» المكرس لتشافيز، والذي يتضمن شهادات من رؤساء البرازيل والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور وكوبا.
وفي البندقية، أجرت جريدة «لو فيغارو» الفرنسية مقابلة مع الرئيس الفنزويلي تطرق فيها إلى تعاونه النووي مع إيران، واتهم إسرائيل بارتكاب إبادة بحق الفلسطينيين، كما تحدث عن واقع العلاقة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وعن إيران، قال تشافيز إن الرئيس محمود أحمدي نجاد «صديق وحليف»، وشكر الأخير على نقل التكنولوجيا إلى فنزويلا، وذكّر بتوقيع اتفاق في هذا الصدد خلال زيارته الأخيرة. وأضاف «لإيران حق تطوير طاقتها النووية كما تفعل فرنسا وكما تريد أن تفعل فنزويلا، ولم لا؟». وتابع إنه «واثق بأن إيران لا تصنع قنبلة نووية، ولم يثبت أحد هذا الاتهام». وأضاف أن المرشد علي خامنئي والرئيس نجاد قَبِلا بزيارات مراقبة تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية «ولكنهما لن يقبلا بوضع إيران تحت الوصاية»، خاتماً «إذا كانت الولايات المتحدة وأوروبا قلقتين، فلتكونا منطقيّتين أيضاً وتعرضا ميثاق نزع التسلح النووي في كل أرجاء العالم وتحت إشراف الأمم المتحدة».
واعترض الصحافي على استعمال تشافيز عبارة «إبادة» الفلسطينيين من قبل إسرائيل التي تذكّر بما فعله هتلر باليهود، فقال الرئيس الفنزويلي «لا ينوون فقط إبادة الفلسطينيين، إنهم يفعلون ذلك بكل وقاحة. تذكر آخر اعتداء على غزة، ماذا تسمّيه إن لم تقل إبادة؟». فأجاب الصحافي إنه كان «رداً على إطلاق صواريخ على المدنيين»، عندها أضاف تشافيز «يصعب عليّ تصديق ذلك، كان هجوماً وحشياً على شعب بريء. يبحثون عن حجج لإبادة الفلسطينيين. أنا أعرف جيمي كارتر وهو رجل شريف، ذهب إلى الضفة الغربية وإلى غزة أخيراً، وقال لي: أريد أن أبكي». وأصرّ الصحافي «ولكنه لم يتحدّث عن إبادة»، فقال له تشافيز «جيمي كارتر هو جيمي كارتر، وهوغو تشافيز هو هوغو تشافيز. أنا أرى أنه يجب التنديد بهذا الاعتداء وفرض عقوبات على إسرائيل». وسُئِلَ أخيراً إذا كان يعترف بحق إسرائيل في العيش بحدود آمنة ومعترف بها، أجاب تشافيز «أعترف لإسرائيل بهذا الحق أسوة بالدول الأخرى. لها جميعها الحقوق نفسها ومن ضمنها الدولة الفلسطينية المقبلة. ولكن على إسرائيل أن تعترف بحق تقرير المصير للفلسطينيين».
وعن أوباما، قال تشافيز «مددت يدي إليه ولشعبه، وأنا مستمر في موقفي هذا. حتى الآن، وصول أوباما أثار آمالاً كبيرة وتغييرات قليلة».