أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، أمس أن إيران «لا يمكنها، وعليها ألا ترفض» عرض الحوار الذي اقترحته الولايات المتحدة لتسوية النزاع مع الأسرة الدولية المتعلق ببرنامجها النووي. وقال البرادعي، موجهاً كلامه إلى مندوب إيران لدى وكالة الطاقة علي أصغر سلطانية خلال جلسة مجلس الحكام في مقر الوكالة في فيينا، إن «العرض الأميركي يجب ألّا يُرفض ولا يمكن أن يُرفض لأنه من دون شروط مسبقة. وآمل أن يكون ردكم إيجابياً».لكن البرادعي أضاف: «إننا قلقون للغاية، لكن ليس هناك ما يدعو للهلع لأننا لم نشهد تحويلاً لمواد نووية ولم نرَ عناصر أسلحة نووية. ليس لدينا معلومات بهذا الصدد».
غير أن واشنطن حذرت، على لسان مندوبها لدى وكالة الطاقة غلين ديفيس، من أن إيران لا تزال قادرة على إنتاج السلاح الذري. وقال: «سنبحث رد الحكومة الإيرانية البنّاء لمجموعة دول 5+1. سندرس أي مقترح جادّ على أساس الاحترام المتبادل وأي اقتراح بنّاء تقدمه الحكومة الإيرانية لمجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا».
وأكد المندوب الأميركي أن «باب التوصل إلى تسوية من طريق المحادثات لا يزال مفتوحاً، ونحن ندعو القادة الإيرانيين إلى إظهار التزامهم بالسلام والأمن في الشرق الأوسط وبمعاهدة حظر الانتشار النووي». وأوضح ديفيس أن «الولايات المتحدة لا تعترض على حق امتلاك إيران للتكنولوجيا النووية، إلا أن هذا الحق يضع عليها مسؤولية إعادة بناء الثقة في طبيعة برنامجها النووي السلمي، مشدداً على أن التقرير الأخير للوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني يشير إلى أن «إيران الآن اقتربت جداً أو تمتلك بالفعل يورانيوم منخفض التخصيب بقدر كافٍ لإنتاج سلاح نووي واحد، وإذا اتخذ القرار بتخصيبه أكثر للمستوى المستخدم في الأسلحة، (فهذا) يقرّب إيران من إمكان امتلاك قدرات خطيرة».
وقال ديفيس: «نخشى أن تسعى إيران إلى الاحتفاظ بالخيار النووي العسكري في أدنى حد»، موضحاً أن واشنطن تبقى منفتحة على الحوار مع طهران وفق العرض الذي قدمه الرئيس باراك أوباما.
وأبدى ديفيس ترحيب بلاده بالتعاون النزيه والبنّاء مع إيران لحل القضية، مضيفاً أنه يأمل أن «تقوم طهران بخطوات عاجلة لاستعادة الثقة الدولية والمسؤولية. هذه الفرصة الجديدة لإيران حتى تقلب الصفحة، وتعود إلى طاولة المفاوضات وتبرهن عن جدارتها بالثقة والمسؤولية، كعضو في المجتمع الدولي».
في المقابل، أعلن سلطانية أن «أساس التفاوض مع (الدول الست) بشأن التحديات العالمية سيكون هذه الرزمة» من المقترحات التي قدمتها طهران أمس لمندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. وكرر استعداد بلاده «لتوضيح الأسئلة وإزالة الغموض، في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
من جهته، قال المندوب الألماني، روديغر لوديكينغ، متحدثاً باسم الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، إن «رد إيران حتى الآن ليس إيجابياً ولا مرضياً. ندعو إيران مجدداً إلى الدخول في مفاوضات ذات معنى بهدف التوصل إلى حلّ دبلوماسي شامل. يجب أن تنتهز إيران الفرصة المتاحة الآن».
(أ ب، أ ف ب)