يبدو أن رزمة المقترحات الإيرانية للغرب تشمل كل شيء إلاّ القضية النووية، مثار الجدل بين الطرفين، ما يثير امتعاضاً غربياً من سياسة طهران لا يظهر أنه سيؤدي إلى عقوبات جديدة
حذّر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، خلال خطبة الجمعة في طهران أمس، «التيارات السياسية والمسؤولين الحاليين والسابقين من أن النظام الإسلامي سيتصدى بحزم لأي معارضة تستهدف أمن البلاد». وخاطب خامنئي المصلين في جامعة طهران، قائلاً «إن شعارات الثورة والإمام لن يشملها التقادم وتبقى دائماً جديدة للناس». ورأى أن «اختلاف وجهات النظر أمر مستحسن ونافع، على ألا تُستهدف مبادئ الثورة» وأهدافها، مشيراً إلى أن النظام سيضطرّ عندها إلى التصدي لمن يتجرّأ على ذلك. لكنه أكد في المقابل أنه لن يقف بوجه المعارضة «المبنية على الحق والصدق».
وقال خامنئي «إن الكلام موجه إلى التيارات السياسية والمسؤولين والشخصيات السابقة واللاحقة»، معرباً عن أمله في أن تكون هذه «الحقائق والنصائح مفيدة للجميع». كذلك حذّر «الأعداء» من استغلال مسيرات «يوم القدس العالمي»، الذي يوافق يوم الجمعة المقبل، لضرب وحدة الشعب الإيراني، داعياً الشعب إلى توخّي اليقظة إزاء ذلك. وكرر تأكيد إيران بأن تبقى حازمة في الدفاع عن حقوقها النووية.
من جهة أخرى، قال موقع صحيفة «اعتماد مللي» الإصلاحية على الإنترنت، إن محمد عزلتي مقدم، أحد أفراد الفريق العامل في مقر حملة المرشح الرئاسي الخاسر مير حسين موسوي، اعتقل ليكون ثالث معارض للرئيس محمود أحمدي نجاد يحتجز هذا الأسبوع.
ونشر موقع رسالة للمرشح الخاسر مهدي كروبي إلى رئيس السلطة القضائية، قال فيها إن «الحرس الثوري أمر وزارة الصحة بعدم نشر معلومات عن المصابين في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الأخيرة». وكشف «عن أبعاد جديدة في ما يتعلق بالتحقيقات في الجرائم التي وقعت بعد الانتخابات».
في الملف النووي، أعلنت المتحدثة باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، أن الدول الست (الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، التي تتفاوض مع طهران بشأن برنامها النووي، اتفقت في ختام مؤتمر عقد عبر الدائرة المغلقة أمس، «على أن تطلب من الإيرانيين عقد اجتماع في أسرع وقت».

بوتين: مشروع شنّ هجوم على إيران سيكون في غاية الخطورة
وأضافت المتحدثة أن هذه الدول التي يعتبر سولانا مفاوضاً عنها
بشأن الملف النووي الإيراني «تواصل دراسة» آخر وثيقة قدمتها طهران هذا الأسبوع، ولا يزال هدفها التوصل «الى إجراء مفاوضات جوهرية» مع إيران. لكنها رأت أيضاً أن المقترحات الإيرانية «لا تردّ على الأسئلة النووية»، و«تتمحور حول أمور أخرى».
بدورها، أكدت فرنسا أن إيران لم تستجب للمطالب التي حضّتها على الالتزام بالتفاوض بشأن ملفها النووي. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، كريستين فاج، رداً على سؤال عن موقف فرنسا من المسألة «بحثنا مع شركائنا الوثيقة الإيرانية بالتفصيل»، بعدما سلمتها طهران الأربعاء إلى الدول الموكلة بالملف (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا).
وأضافت فاج أن الوثيقة «لا تستجيب لمطالب التعهد بالتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني». وتابعت «إن هذا الموضوع الذي يثير قلقاً كبيراً لدى المجتمع الدولي، هو ما نريد مناقشته مع الإيرانيين». وأوضحت أن سولانا «على اتصال مستمر بالسلطات الإيرانية لتنظيم لقاء بأسرع وقت ممكن» و«نحن نرى أنه يجب أن يتم قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة» التي تبدأ في 23 أيلول.
في المقابل، رأى رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أن مشروع شنّ هجوم على إيران «سيكون في غاية الخطورة وغير مقبول ومن شأنه أن يقود إلى موجة من الإرهاب ويقوّي شوكة المتطرّفين». وأضاف، خلال اجتماع مع خبراء أجانب في مقرّ إقامته خارج موسكو، «أشكّ كثيراً في قدرة مثل هذه الضربات على تحقيق هدفها المعلن». لكنه أكد أن «على الإيرانيين أن يتروّوا في برنامجهم النووي».
في هذه الأثناء، استبعد مسؤول قريب من الاستعدادات لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجموعة العشرين هذا الشهر، أن تمارس القوى العالمية أثناء هذه الاجتماعات ضغوطاً لفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران.
وذكر مسؤول أميركي قريب من مشاورات القوى الست «أنه لا يمكن التفكير في العقوبات إلا بمشاركة الجميع. لا نبحث عن إجراءات نصفية»، في إشارة إلى معارضة روسيا والصين لعقوبات كهذه.
(مهر، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)