أكد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس أن على الدول الغربية أن تقوم بـ«إصلاح سلوكها تجاه الشعب الإيراني العظيم»، عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تمهيداً للعودة إلى التفاوض مع طهران. وأشار نجاد، بعد تسلّمه أوراق اعتماد السفير البريطاني الجديد لدى إيران سايمون غيس، إلى أن «الشعب الإيراني لديه ذكريات سيئة عديدة عن العلاقات مع الحكومة البريطانية». وقال مخاطباً السفير «نأمل أن تأخذ الحكومة البريطانية تجربة جيدة من السابق، وتسعى إلى إصلاح سلوكها السابق، ومن هذا المنطلق فإن أهم مهمة خلال عملك كسفير هي السعي لتحويل هذه الذكريات السيئة إلى ذكرى طيبة». وأضاف «نعتبر أن أسلوب بريطانيا وأميركا في المنطقة خاطئ، ولكن في هذا السياق فإن أكثر الأضرار تحمّلتها بريطانيا وأميركا نفسيهما».في هذا الوقت، قالت أجهزة الأمن الإيرانية أمس إنها كشفت خلايا تابعة للاستخبارات البريطانية تقوم بإثارة الفتنة في البلاد في بندر عباس في محافظة هرمزكان جنوب إيران. ونقلت وكالة أنباء «فارس»، عن قسم العلاقات العامة لأجهزة الأمن الإيرانية، قوله «إن هذه الخلايا تعمل على نشر الخلافات وبثّ روح الانقسام في المجتمع الإيراني وخصوصاً بين الشيعة والسنّة».
وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية أن «مدير المركز اعترف بأنه كان على ارتباط مع بعض الشبكات التلفزيونية الفضائية المعادية للثورة والمدعومة مالياً من بريطانيا». ويتوجه الرئيس الإيراني غداً الثلاثاء إلى نيويورك، للمشاركة في الاجتماع الرابع والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقي كلمة في هذا المحفل الدولي، تتناول محاور عديدة من أهمها «إيجاد أجواء السلام والصداقة في مختلف الأوساط العالمية، وإيجاد عالم خال من الأسلحة النووية، والسلام والأمن في العالم وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، ومحاربة الاستكبار وكذلك الإعلان عن موقف إيران من الكيان الصهيوني».
وفي الشأن النووي، أعرب وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، عن استعداد بلاده لاستضافة اجتماع بين إيران وأعضاء مجموعة «5+1» (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم، للتهيئة لعقد جولة جديدة من المحادثات النووية مع إيران. كما سيناقش الوزراء مع المنسّق الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد، خافيير سولانا، رزمة المقترحات الجديدة التي قدمتها إيران نهاية الأسبوع الماضي لسفراء الدول الست.
ورحب المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، باستعداد إيران لإجراء محادثات، لكنه عبر عن خيبة الأمل لتجاهلها القضية النووية. وقال «ربما لا يكون هذا موضوعاً يريدون إثارته، لكن يمكنني أن أؤكد أنه موضوع سنثيره».
وفي القدس المحتلة، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن «إيران بصقت في وجه الولايات المتحدة ووجه العالم». ورأى مسؤول آخر أن «الإيرانيين لم يتركوا حتى ولو طرف خيط يمكن التقدم به»، مضيفاً أنه «آن الأوان للانتقال إلى عقوبات شاملة ضد إيران».وفي السياق، وصل نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، أمس إلى واشنطن للقاء مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، بيل برانس، الذي شارك في لقاء واحد مع الإيرانيين في أواخر ولاية إدارة جورج بوش، وذلك بهدف إجراء مباحثات بشأن المسألة الإيرانية. كما يفترض أن يتوجه وزير المال يوفال شطاينتس، هذا الأسبوع إلى واشنطن، لإجراء مباحثات حول الموضوع الإيراني مع مساعد وزير المال الأميركي ستيوارت ليفي، المسؤول عن بلورة العقوبات الجديدة على طهران.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي،
مهر، رويترز، أ ب)