خاص بالموقعبول الأشقر
دُفن في سانتياغو دي كوبا، في ضريح أبطال الجبهة الشرقية، أمس، خوان ألميدا بوسكي، أحد كبار زعماء الثورة الكوبية الذي توفي يوم الجمعة الماضي عن 82 عاماً، إثر إصابته بنوبة قلبية. وكُرّم ألميدا، أول من أمس، في النصب التذكاري لخوسي مارتي في ساحة الثورة في لاهافانا، بحضور الرئيس راوول كاسترو الذي وضع إكليلاً من الزهر أمام صورة ألميدا، هو الذي طلب عدم عرض جثمانه.

وكان خوان ألميدا، وهو ينتمي إلى جيل الثورة الأول، عامل بناء حين التحق بفيديل كاسترو، وشارك في الهجوم على ثكنة مونكادا (عام 1953)، حيث اعتقل مع الشقيقين كاسترو، ليبعد معهما إلى المكسيك قبل أن يعودوا معاً على متن باخرة «غرانما» لإطلاق حرب العصابات (1956).

وعرف ألميدا بشجاعته الفائقة خلال الهجوم على مونكادا وقيادته الجبهة الشرقية في سييرا مايسترا. وبعد انتصار الثورة، تسلّم قيادة الجيش وقيادة سلاح الجو، كما شغل منصب أول نائب وزير للقوات المسلحة. وكان دائماً مشاركاً فاعلاً في القيادات المصغّرة التي تسلّمت زمام الأمور.

دخل المكتب السياسي مع تأسيس الحزب الشيوعي في عام 1965، وانتخب نائباً وعضواً في مجلس الدولة ونائباً للرئيس منذ عام 1976، تاريخ إنشاء تلك المؤسسات الحكومية. وهو واحد من الثلاثة، تشي غيفارا وراوول كاسترو، الذين كرّموا بلقب «أبطال الجمهورية».

وجسّد ألميدا، ذو البشرة السوداء، أفول حقبة العنصرية في كوبا. وحين ابتعد عن النشاط العلني عام 2003، بسبب مرضه في القلب، كتب رسالة ليوضح أسباب ابتعاده عن النشاطات العامة تحسّباً للتأويلات السياسية. وتميّز دائماً بـ«الأصولية الكاستروية»، وولائه المطلق للشقيقين كاسترو. وكان معروفاً أيضاً بمؤلفاته الأدبية، وخصوصاً الموسيقية، حيث اشتهر بعضها مثل «أعطني الكأس».