Strong>يبدو أن الموقف الروسي بدأ يتهيّأ لمرحلة جديدة من التعاطي مع الملف النووي الإيراني، إذ أصبحت العقوبات «لا بد منها رغم فعاليتها الضئيلة»أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، أمس، أن العقوبات على إيران بسبب ملفها النووي «فعاليتها ضئيلة»، ولكن «لا بد منها أحياناً». وقال أمام خبراء من بلاده، خلال اجتماع في إطار مجموعة «فالداي»، إن «الغرب ليس هو فقط من يشعر بالقلق إزاء إيران»، مضيفاً أن المجتمع الدولي بحاجة إلى أن يتعامل بحرص عندما يناقش أي عقوبات محتملة ضد هذا البلد. من جهته، قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، إن المحادثات مع إيران ستعقد «على الأرجح» في تركيا، على مستوى المديرين السياسيين لوزارات خارجية الدول الست (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا).
وأضاف سولانا، من بروكسل، «حالياً نحاول الدخول في مفاوضات، تعلمون أننا ساندنا على الدوام اعتماد مقاربة مزدوجة (الحوافز والعقوبات)، وتلك ستبقى سياستنا». لكنّه أضاف أن «هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن عقوبات جديدة».
وتابع سولانا «هناك بعض الأشياء الجديدة. أن يكون الأميركيون موجودين رسمياً فهذا أمر جديد، وأعتقد أن الإيرانيين يجب أن يقوّموا هذا الأمر إيجاباً». إلا أن المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، قال من جهته «لا أعلم ما هو برنامج عملهم (الإيرانيون)، لكنني أعرف برنامج عملنا وبرنامج الدول في أنحاء العالم القلقة إزاء برنامج إيران النووي غير الشرعي».
وأضاف غيبس «إذا كانت إيران غير راغبة في بحث برنامجها النووي، فأعتقد أن كل ما ينجم عن ذلك هو تقوية موقف المجموعة الدولية في تأكيد الالتزامات مجدداً، التي لا ينصاع إليها الإيرانيون». وقال «أعتقد أنها ستكون فترة مثيرة للاهتمام».
في غضون ذلك، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، عقب لقاء «مغلق» مع المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في فيينا، إنه تمكّن من «التوصل إلى اتفاق لوضع إطار جديد لتعاون أفضل وأعمق في المستقبل» بين إيران والمفتشين الدوليين التابعين للأمم المتحدة.
من جهة أخرى، وصف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، وجود البوارج البحرية الأجنبية في المنطقة بأنها «قرصنة عصرية»، ودعا إلى ضرورة التصدّي لجميع أشكال انعدام الأمن البحري.
في الشأن الداخلي، قال أمين حزب «اعتماد مللي» الإصلاحي، الشيخ مهدي كروبي، إنه لن يتخلى عن معركته «من أجل حقوق عشرات الإيرانيين الذين يشكون من إساءة معاملتهم أثناء احتجازهم». وأضاف كروبي، في بيان نشر على موقع حزبه على الإنترنت، «لم أتخيّل قط، حتى في أسوأ كوابيسي، أن يأتي يوم تردّ فيه الجمهورية الإسلامية على المسيرات السلمية للمواطنين بالهراوات وطلقات الرصاص»، مضيفاً أن «اللجنة القضائية تدعو إلى مواجهة حازمة معي، أرحّب بتلك الفكرة كفرصة للكشف عن المزيد من تفاصيل الموضوع» المتعلق بانتهاكات جسدية للمعتقلين.
إلى ذلك، حذّر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، في بيان، «القوى الوطنية في البلاد» من استغلال «القوى الاستكبارية»، ودعاها إلى توحيد الصف عملاً بوصايا الإمام الخميني الذي «أراد أن يكون يوم القدس في آخر جمعة من شهر رمضان للوحدة ونبذ الخلافات بين المسلمين».
(أ ف ب، مهر، رويترز، يو بي آي)