المعلم «ليس واثقاً من حضور العراق» الاجتماع الرباعي في إسطنبول اليومأثمرت القمّة التركيّة ـــــ السوريّة، التي استضافتها مدينة إسطنبول أمس، إنشاء مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين الجارين، وتمسّكاً من الرئيس السوري بشار الأسد بالوساطة التركيّة في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل
عقد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، قمّة مع رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان، وقّع بعدها البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي العالي المستوى، واستعرضا أوضاع المنطقة وما آلت إليه الجهود المبذولة لاستئناف عملية السلام وأكدا «رفضهما لاستمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي والحصار المفروض على غزة والسياسات التي تنتهجها إسرائيل بحق الفلسطينيين في القدس وغزة والتي تمثّل خرقاً للقانون الدولي وعقبة حقيقية في طريق السلام».
وقالت وكالة الأنباء السوريّة «سانا» إن الأسد «نوه بالدور الذي تؤديه تركيا لوضع حدّ للحروب وتحقيق العدالة»، كذلك نوّه أردوغان بـ«الدور المفتاحي لسوريا في أمن المنطقة واستقرارها».
وبعد اللقاء، وقّع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره التركي أحمد داوود أوغلو الإعلان المشترك لتأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى بين سوريا وتركيا. ويشمل التعاون المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والنقل والطاقة ومجالات المصادر المائية والبيئية والثقافة والتعليم والعلم، إضافة إلى التعاون في مجال تأشيرات الدخول، على أن يرأس المجلس رئيسا الوزراء في البلدين ويجتمع مرة على الأقل في كل عام بالتناوب. وأشارت «سانا» إلى أن الوزراء المعنيين بالشؤون الخارجية والطاقة والتجارة والاستثمار والدفاع والشؤون الداخلية والموارد المائية والنقل، سيكونون أعضاءً في المجلس.
وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد التوقيع، قال داوود أوغلو: «إن اتفاقية إلغاء تأشيرات الدخول بين سوريا وتركيا ستمكن المواطنين في كلا البلدين من التنقل والقيام بزيارات متبادلة من دون اللجوء إلى تأشيرات دخول».
وأضاف أوغلو أن «هذا المؤشر دليل واضح على مستوى العلاقات التي توصل إليها البلدان والتي باتت مثالاً يحتذى به من المنطقة والعالم. وقرار إلغاء سمات الدخول هو أكبر دليل على الثقة المعززة والمتبادلة بين البلدين وهو هدية لأجيالنا المقبلة».
وقال أوغلو «إن القرار الذي اتخذناه بشأن إقامة مجلس التعاون الاستراتيجي العالي المستوى بين البلدين ومن خلال الاتفاقية التي أبرمناها أُقيم تعاون على أعلى المستويات، ومن خلال الآلية التي تكوّنت عبر هذه الاتفاقية ستُعقد اجتماعات مشتركة لمجلسي الوزراء برئاسة رئيسي الوزراء وبمشاركة الوزراء المعنيين».
بدوره، قال المعلم «إن مباحثات الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تناولت الأوضاع الإقليمية، وعبّر الرئيس الأسد عن تقديره للجهود التي تبذلها تركيا لتجاوز الأزمة القائمة والمفتعلة مع العراق». وأضاف: «إن الرئيس الأسد بحث أيضاً مع أردوغان في موضوع عملية السلام، وكانت وجهات النظر متطابقة بشأن خطورة سياسة الاستيطان الإسرائيلي واستمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، وهذا يمثّل خرقاً للقانون الدولي وعقبة حقيقية أمام استئناف عملية السلام».
وقال المعلم: «إن الرئيس الأسد عبّر عن تمسك سوريا بالدور التركي في استئناف محادثات السلام غير المباشرة على المسار السوري الإسرائيلي والاقتناع بعدم وجود شريك إسرائيلي للسلام». وأشار إلى أنه «جرى خلال المباحثات النقاش في مضاعفة حجم التبادل التجاري والتعاون في مجالات الطاقة والكهرباء والغاز الطبيعي والمياه، وسوريا تنظر جدياً في موضوع إعفاء الشاحنات السورية والتركية من الرسوم المترتبة عليها قريباً».
(سانا)

وكانت وسائل الإعلام قد ذكرت أمس أن الحكومة العراقية مترددة في المشاركة في الاجتماع الذي يستضيفه وزير الخارجية التركي وتحضره جامعة الدول العربية. ونقلت وسائل الإعلام عن المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، إعلانه فشل المفاوضات الأمنية مع سوريا التي عقدت في تركيا أول من أمس.
(رويترز)