strong>عشية إحياء «يوم القدس العالمي» في إيران، تستعد السلطات لاحتواء أي تحرك قد تقوم به المعارضة. احتواء بدأ مع اعتقال أقارب لآية الله منتظري، مترافقاً مع تحذير قضائي
أعلن قادة المعارضة الثلاثة، مير حسين موسوي ومحمد خاتمي ومهدي كروبي، مشاركتهم في احتفالات «يوم القدس العالمي» غداً، في خطوة ترافقت مع تحذير السلطات القضائية من أي احتجاج على حكم الرئيس محمود أحمدي نجاد في هذه المناسبة. وشدّد رئيس السلطة القضائية، آية الله صادق لاريجاني، على أن «الجهاز القضائي يعلن لجميع الذين يشيعون الكذب بهدف الإساءة إلى سمعة النظام، أنه سيقف بحزم أمام جميع هذه الأعمال غير المشروعة والمزاعم الكاذبة».
وقال لاريجاني إن «جميع الذين توجهوا خلال أعمال الشغب الأخيرة نحو انتهاك القانون وإثارة التساؤل عن مبدأ النظام ومهما كان موقعهم، عليهم أن يعلموا أن السلطة القضائية لن تظلّ ساكتة وستتخذ القرار تجاههم وفقاً للضوابط والمقررات».
وسبق هذا التحذير، توقيف عدد كبير من أقارب الخليفة المخلوع للإمام الخميني، آية الله حسين علي منتظري. ونقلت صحيفة «اعتماد» عن نجل الشيخ منتظري، أحمد، قوله: «أُوقف أولادي الثلاثة يوم الاثنين من أشخاص لديهم مذكرة من محكمة خاصة لرجال الدين في قم» جنوبي طهران. وأضاف أن «السلطات أوقفت أبناء حسين موسوي تبريزي، الذي يقود مجموعة رجال الدين الإصلاحيين في قم، إضافة إلى آية الله ناظم، وهو أيضاً من أقارب منتظري».
من جهة ثانية، أعلن مكتب موسوي أن «يوم القدس هو إحياء لذكرى الراحل الإمام الخميني ويمثّل يوم الإسلام. وسيشارك (موسوي) في التجمع إلى جانب الشعب». كذلك ذكر مكتب خاتمي أن «فلسطين هي رمز الطغيان (الإسرائيلي) وعلينا أن نكرّم هذا اليوم العظيم، الذي يمثّل الإرث الأبدي للإمام الخميني. وكما في السنوات الماضية سيشارك خاتمي في تجمع يوم القدس إلى جانب شعب طهران».
وكان كروبي، أول مسؤول في المعارضة، يدعو أنصاره إلى المشاركة بكثافة في هذه التظاهرة، التي حذّر المرشد الأعلى علي خامنئي، الخميس الماضي، من تحويلها إلى «أمر آخر غير تظاهرة دعم للفلسطينيين».
وفي تطورات العلاقة مع الغرب، رحبت تركيا أمس باستضافة المحادثات بين طهران ومجموعة الدول الست بشأن الملف النووي الإيراني. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، براق أوزوغرجين، قوله إن «أبوابنا دائماً مفتوحة. نريد من جميع الأطراف التركيز على المشكلات من دون توتر والبدء بالمحادثات في أسرع وقت ممكن». وأفصح أوزوغرجين أن تركيا مشاركة في العملية الخاصة بجارتها إيران منذ مدة طويلة.
وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، حسن قشقاوي، رداً على تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اتهم إيران بأن لديها برنامجاً نووياً عسكرياً: «إننا نأسف أن تتعارض تصريحات الرئيس الفرنسي تماماً مع شهادات ووثائق خبراء ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي بعيدة كل البعد عن الإدراك والمعرفة الصحيحة والحقيقية لموضوع البرنامج النووي السلمي الإيراني».
في المقابل، رأى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، أندري نيستيرينكو، أن «مقترحات إيران الأخيرة تعكس استعدادها لإجراء محادثات شاملة وبنّاءة مع (السداسية)».
في هذه الأثناء، أكد المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني، علي أكبر جوان فكر، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، أن «إيران قوة نووية. ولن نقبل بأي تهديدات خلال المفاوضات (مع الغرب مطلع الشهر المقبل) أو حتى بعدها. نريد مفاوضات تستند إلى المنطق والقوانين الدولية»، مضيفاً: «عليهم أن يقبلوا بإيران نووية، وعليهم أن يتفاوضوا مع إيران نووية». وأشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، ضيع فرصة مهمة «بامتناعه عن تهنئة رئيسنا على فوزه في الانتخابات».
(مهر، إرنا، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)