strong>تعيش إيران هذه الأيام حالاً من الترقب والحذر. ترقّب لما يمكن أن تؤول إليه نتائج محادثاتها الشهر المقبل مع الدول الست، وحذر من تحرك المعارضة في الشارع بمناسبة يوم القدس العالمي اليوم
عشية «يوم القدس العالمي» الذي تحييه إيران اليوم باحتفال مركزي في طهران، يشارك فيه قادة المعارضة، هدد الحرس الثوري من أنه سيقمع أي تظاهرة لمعارضي الرئيس محمود أحمدي نجاد. وجاء في بيان للحرس «إننا نحذر الشعب والحركات التي تريد مساعدة النظام الصهيوني من أنها إذا أرادت إثارة القلاقل والاضطرابات أثناء تجمع يوم القدس المجيد، فإنهم سيواجهون بحسمٍ من أبناء إيران البواسل».
في هذه الأثناء، نفى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وجود أي خلافات بين أقطاب النظام الإسلامي. وقال، في مقابلة مع قناة «العالم» رداً على ما أثارته بعض وسائل الإعلام، إنه لن يلقي خطبة صلاة الجمعة اليوم، «لا فرق حول من سيكون الخطيب يوم القدس، فإنه أياً كان سيدافع عن حق الشعب الفلسطيني وسيدين الجرائم الإسرائيلية، وسيطرح مطالب الشعب الإيراني في هذا المجال، ولذلك يجب أن لا نعطي هذا الموضوع أبعاداً سياسية».
وبشأن ما رددته وسائل إعلام أجنبية بأن عدم حضوره في صلاة الجمعة دليل على وجود خلافات بين المسؤولين الإيرانيين، أوضح رفسنجاني «في كل عمل نقوم به فإنهم يطرحون قضية وجود خلافات. طوال السنوات الثلاثين الماضية من عمر الثورة الإسلامية، تثير القوى الاستكبارية قضية وجود خلافات وصراع على السلطة في إيران، فيما نحن لم نعلم بوجود مثل هذه القضايا بيننا».
وفي الشأن الدولي، أعلن وزير الخارجية، منوشهر متكي، أنه «لم يحدد بعد مكان» المحادثات المقرر إجراؤها في الأول من تشرين الأول بين إيران والدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا). ونفى أن تكون هناك محادثات ثنائية بين إيران والولايات المتحدة خلال هذا الاجتماع، مضيفاً «لكن الأميركيين حاضرون وستجرى مناقشات في مواضيع مختلفة».
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، أن الإيرانيين «يتحدثون (في مقترحاتهم للغرب) عن كل شيء إلا عن الموضوع النووي، لكننا نستطيع أن نتحدث عن كل شيء أيضاً». وذكّر «بخبرة الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، التي أطلقت عملية المفاوضات»، قائلاً «لقد خاب أملنا بما قمنا به.. ولم تكن العملية بعيدة جداً».
أمّا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فقد حذّر من فرض عقوبات إضافية عاجلة على إيران، لأن ذلك سيكون «خطأً جسيماً». وقال «ثمة فرصة فعلية لإجراء مفاوضات ينبغي أن تؤدي نتائجها إلى اتفاق يرسي الثقة بالبرنامج النووي الإيراني ذي الطابع السلمي البحت».

لافروف يرى فرصة لاتفاق يرسي الثقة بالبرنامج النووي الإيراني ذي الطابع السلمي

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إن «إيران لا تمثل تهديداً لوجود إسرائيل»، وذلك بخلاف التصريحات الإسرائيلية في الماضي القريب. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رئيس حزب «العمل» قوله «لست من الذين يعتقدون أن إيران تمثّل قضية وجود لإسرائيل». لكنه أشار إلى أن إيران تشكل تحدياً للعالم بأسره.
إلى ذلك، ناشدت أمهات ثلاثة من الأميركيين المحتجزين في إيران منذ تموز الماضي، الرئيس محمود أحمدي نجاد أن يحضرهم معه إلى نيويورك الأسبوع المقبل. وأرسلت أمهات شين باور (27 عاماً) وسارة شورد (31 عاماً) وجوش فتال (27 عاماً)، رسالة إلى نجاد عبر البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أمس، قدّمن فيها تهانيهنّ بشهر رمضان.
وجاء في الخطاب «نحن نعلم أن شهر رمضان وقت للتأمل الروحي والرحمة والعفو في الديانة الإسلامية. سيدي الرئيس نناشدكم أن تحضروا شين وسارة وجوش معكم عندما تزورون بلادنا في الأسبوع المقبل لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. لن يسعدنا شيء أكثر من احتضان أبنائنا وأن نعبر لكم شخصياً عن تقديرنا الكبير لطيبة الشعب الإيراني وكرمه».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)