محاولات للاعتداء على موسوي وخاتمي... ونجاد يرى محاربة إسرائيل «مبدأً إنسانياً»أحيت إيران أمس يوم القدس وسط انقسام وصدامات في الشارع بين مؤيدي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي أعاد التشكيك بالمحرقة، وأنصار قادة المعارضة، مير حسين موسوي ومحمد خاتمي، اللذين أُجبرا على الانسحاب بعد محاولات للاعتداء عليهما
استغل أنصار المعارضة الإيرانية أمس تظاهرات يوم القدس، التي اعتادت السلطات الإيرانية إحياءها في كل عام، للعودة إلى الشارع بعد انقطاع دام نحو شهرين. وردّد آلاف المتظاهرين الإيرانيين، الذين تجمعوا قرب ساحة هفتي تير، شعارات مؤيدة لزعيم المعارضة مير حسين موسوي. وقال أحد الشهود إن المتظاهرين هتفوا: «يا حسين مير حسين» و«لا غزة ولا لبنان، نستشهد من أجل إيران».
وتخللت التظاهرات اشتباكات بين أنصار موسوي من جهة، وقوات الأمن الإيرانية وأنصار نجاد من جهةٍ ثانية. وذكر موقع «برلمان نيوز» الإصلاحي الإيراني وشهود عيان أن مجموعات موالية للسلطة هاجمت عدداً من أنصار المعارضة، بينهم الرئيس السابق محمد خاتمي، أثناء مشاركته في التجمع الرسمي.
وأوضح الموقع أن «مجموعة من المحافظين هاجمت محمد خاتمي... سقطت عمامته وكانوا يريدون ضربه، لكن مناصريه منعوهم من ذلك، ثم تدخلت شرطة مكافحة الشغب». كذلك هاجمت حشود غاضبة موسوي عند وصوله بسيارته إلى التظاهرة وضربوا الزجاج بقبضاتهم مرددين: «الموت لموسوي المنافق»، ما أجبره على مغادرة التظاهرة.
وفي السياق نفسه، قال شهود عيان إن أنصاراً للنظام يرتدون اللباس المدني ويركبون دراجات نارية ضربوا بالعصيّ عدداً كبيراً من المتظاهرين واحتجزوهم. وتحدث أحد الشهود عن إصابة شخصين في المصادمات التي اندلعت في شارع وليّ العصر وسط طهران. وأوضح شاهد آخر أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرددون «التعذيب والاغتصاب لم يعودا يجديان». أما خارج طهران، فذكر موقع المعارضة «موجكامب» أن عناصر في الميليشيا الإسلامية «الباسيج» هاجموا متظاهرين في تبريز شمال البلاد، واعتقلوا عدداً منهم.

نجاد يتهم الصهيونية بأنها تسعى إلى بناء إمبراطورية للهيمنة على العالم

في المقابل، شارك رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني ورئيس القضاء صادق لاريجاني، إضافة إلى رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني، في المسيرات الرسمية التي أقيمت في إيران، والتي حضرها أيضاً كل من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، والأمين العام لحركة «الجهاد» الإسلامي رمضان عبد الله شلح.
وألقى نجاد من جامعة طهران خطاباً جدّد فيه وصفه المحرقة اليهودية «بالخرافة»، مشيراً إلى أنّ «وجود هذا النظام (إسرائيل) بحدّ ذاته إهانة لكرامة الشعوب». وقال إن الغرب «أطلق خرافة الهولوكوست. لقد كذبوا، نفذوا مخططهم ثم دعموا اليهود». ورأى أن «أيام النظام الإسرائيلي باتت معدودة»، مشيراً إلى أنه «على شفير الانهيار. النظام ينازع».
وشدّد نجاد على أن محاربة إسرائيل «مبدأ إنساني»، وحثّ جميع دول العالم، وخصوصاً دول المنطقة، على الوقوف في وجه إسرائيل، مشيراً إلى أن وجود هذا النظام يضع المنطقة بأسرها في خطر، ولافتاً إلى أن «الدول الإقليمية لن تعترف أبداً بإسرائيل».
واتهم نجاد الصهيونية بأنها «تسعى إلى بناء إمبراطورية عالمية للهيمنة على العالم بأسره، لذلك فمن المصلحة الوطنية لكل دولة مواجهة هذا النظام المزيف». وتعهد الدعم الكامل للفلسطينيين. وقال إن «يوم القدس هو يوم للوحدة بالنسبة إلى الشعب الإيراني والمسلمين والمجتمع الدولي».
وأوضح نجاد أن بلاده ترفض أي خطة سلام في الشرق الأوسط لا تضمن حقوق الفلسطينيين وتقوم على تنازلات، قائلاً: «يجب أن يعلم الفلسطينيون أنهم يدينون بكل شيء لمقاومتهم».
بدوره، أكد إمام جمعة طهران الموقت أحمد خاتمي، في خطبة صلاة الجمعة بطهران، أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يتمثل فقط في العمل بمشروع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، موضحاً أنه في هذا المشروع يتمتع كل شخص بصوت واحد، وهو يختار نظامه. ووصف «ممارسات الجلاوزة الصهاينة»، بأنها «مجازر»، مشيراً إلى «أن المجازر واستخدام أسلحة الدمار الشامل وقتل السجناء والمتاجرة بأعضاء أجساد الفلسطينيين هي من القضايا التي تجسّد مظلومية هذا الشعب يوماً بعد آخر».
وأبدى آية الله خاتمي استغرابه إسهام بعض الدول العربية في فرض الحصار على غزة، ومن جهة أخرى ممارستها على الشعب الفلسطيني الضغوط للقبول بمشاريع التسوية.
بدوره، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، علي لاريجاني، الذي شارك بمسيرة في مدينة قم، إن «الدفاع عن فلسطين، علاوة على

هتافات أنصار المعارضة «لا غزة ولا لبنان، نستشهد من أجل إيران»
أنه واجب ديني، مرتبط بالمصالح الوطنية الإيرانية ولا ينبغي أبداً التخلي عن هذه القضية». وأشار إلى أن «أميركا وإسرائيل تظنان أن أحداث ما بعد الانتخابات ستلهينا عن فلسطين»، مضيفاً أن الشعب الإيراني «يقف متضامناً، وبصوت واحد، وسيرد رداً مدمراً على أي عمل أو تحرك يهدد أمنه الوطني».
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن «فرنسا قلقة جداً بسبب المعلومات» التي تفيد بأن أعمال «عنف ارتكبت بحق مسؤولين معارضين في إيران»، معلناً إدانة بلاده لـ«موجة القمع الجديدة»، وتحيتها «لكل الذين يتحلون بالشجاعة في إيران ليناضلوا من أجل حقوقهم الأساسية».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي، مهر)

(رويترز)