قابلت موسكو مبادرة واشنطن «الإيجابية» بشأن تغيير خططها المتعلقة بإقامة نظام الدرع الصاروخية في أوروبا، بإعلانها التخلّي بدورها عن مشروع نشر صواريخ «إسكندر» في كالينينغراد، فيما ذكر مصدر دبلوماسي روسي أن واشنطن تريد في مقابل التخلّي عن مشروع الدرع المضادة للصواريخ أن تعتمد موسكو موقفاً أكثر حزماً بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال المصدر الرفيع المستوى لصحيفة «كومرسانت» الروسية، إن الولايات المتحدة تطالب أيضاً روسيا بأن تعدل عن بيع طهران نظام دفاع مضاداً للطيران «أس ـــــ300» يمكن أن ينشر في محيط منشآت نووية إيرانية. وأضاف أن «الأميركيين يطلبون منا وقف تسليم إيران صواريخ أس ـــــ300 ودعم قرار في مجلس الأمن الدولي ينص على فرض عقوبات ضد طهران». في المقابل، أعلن مصدر دبلومسي عسكري روسي أن موسكو تخلّت عن مشروع نشر صواريخ «إسكندر» في كالينينغراد، بعد تخلّي الولايات المتحدة عن مشروعها لنشر عناصر من الدرع الصاروخية. وقال إن «الإجراءات المتخذة (من جانب روسيا) رداً على مشروع الدرع

راسموسن يدعو إلى ربط أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ التابعة للولايات المتحدة والحلف الأطلسي وروسيا معاً
الأميركية المضادة للصواريخ ستجمّد، وقد يُتخلى عنها بالكامل»، في إشارة إلى المشروع الروسي لنشر صواريخ «إسكندر».
ورحّب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بقرار الولايات المتحدة بشأن مشروع الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا، ورأى أنه قرار «صائب وشجاع». وقال إن «قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير يوحي لنا بأفكار إيجابية، وآمل فعلاً أن تتبع هذا القرار الصائب والشجاع قرارات أخرى».
وكان مشروع الإدارة الأميركية السابقة ينص على نصب رادار قوي في الجمهورية التشيكية بحلول عام 2013 وعشر منصات لاعتراض صواريخ بالستية بعيدة المدى في بولندا.
من جهة ثانية، أبدى الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، تأييده لربط أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ التابعة للولايات المتحدة والحلف الأطلسي وروسيا معاً «في الوقت المناسب».
وقال راسموسن، في أول خطاب بارز له عن العلاقات الروسية، إن درس كيفية التعاطي مع مسألة انتشار تكنولوجيا الصواريخ البالستية «يصب في مصلحة الحلف الأطلسي وروسيا الاستراتيجية». وأضاف «يجب أن نستطلع إمكان ربط أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ الأميركية والروسية وتلك التابعة للحلف الأطلسي معاً في وقت مناسب». لكن راسموسن طالب روسيا بالانضمام إلى الغربيين «لممارسة حد أقصى من الضغط» على إيران كي تتخلى عن «طموحاتها» النووية.
(أ ف ب، يو بي آي)