أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أنه لا يملك موعداً نهائياً لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، بينما حذر قائد القوات الدولية التابعة للحلف الأطلسي هناك، الجنرال ستانلي ماكريستال، من أن المهمة قد «تفشل» إذا لم تُرسل تعزيزات إلى هذا البلد المضطرب.وسئل أوباما في مقابلات مع محطات «إيه.بي.سي» و«سي.بي.أس» و«سي.ان.ان» التلفزيونية عن الوقت الذي سيتخذ فيه القرار بشأن ما إذا كان سيرسل المزيد من القوات، فقال «أريد فحسب أن أضمن تفهّم الجميع أن القرارات لا تتخذ بشأن الموارد قبل أن تكون الاستراتيجية جاهزة»، مضيفاً «لأنني الشخص المسؤول أمام آبائهم وأمهاتهم (الجنود) إذا لم يعودوا إلى الوطن، لذلك يتعيّن عليّ أن أسأل بعض الأسئلة الصعبة للغاية في أي وقت أرسل فيه قوات».
وأكد أوباما أن سياسة واشنطن في أفغانستان «كانت تسير على غير هدى»، خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش، معتبراً أن «تصحيح استراتيجيتنا في أفغانستان وباكستان» هو «جزء رئيسي من مراجعاتنا المستمرة». وأضاف «إلى أن أقتنع بأننا توصلنا إلى الاستراتيجية الصحيحة، لن أرسل مزيداً من الرجال والنساء إلى هناك. لن أرسل أكثر مما لدينا الآن».
في المقابل، كتب الجنرال الأميركي ماكريستال، في وثيقة سرية تلقّت «الأخبار» نسخة منها، أمس، أن «الفشل في الإمساك بالمبادرة ووقف تقدم المتمردين في المستقبل القريب (خلال الأشهر الـ12 المقبلة)، في انتظار نضوج القدرات الأمنية الأفغانية، قد يؤدي إلى وضع لا يعود من الممكن فيه التغلّب على حركة التمرد».
وقدّمت الوثيقة، التي تعرض تقويماً استراتيجياً للنزاع في أفغانستان، إلى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في 30 آب، وهي حالياً موضع درس في البيت الأبيض.
وحذرت الوثيقة من أنه في حال عدم توفير وسائل إضافية، فإن القوات الدولية قد تواجه «نزاعاً أطول والمزيد من الإصابات وكلفة إجمالية أعلى، وصولاً إلى فقدان الدعم السياسي الذي سيكون أمراً حاسماً»، وأوضحت أن «الإمكانات (الحالية) لن تؤدي إلى الانتصار في هذه الحرب».
وندد ماكريستال أيضاً، في تقريره، بـ«ضعف المؤسسات الأفغانية» و«تفشّي الفساد وسوء استغلال السلطة من قبل العديد من المسؤولين»، فضلاً عن «أخطائنا.. التي لم تعط الأفغان سوى حوافز ضئيلة لدعم حكومتهم».
وكتب الجنرال الأميركي «لا يمكن المتمردين التغلّب علينا عسكرياً.. لكن يمكننا نحن أن نهزم أنفسنا». وقال إن السجون أضحت «معاقل وقاعدة لقيادة عمليات دامية» ضد الحكومة الأفغانية والقوات الدولية، مشيراً إلى أن المتمردين «يمثّلون أكثر من 2500 من المعتقلين الـ14500 في نظام سجون أفغاني مكتظ».
من جهتها، ذكرت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) تقوم بنشر فرق جواسيس ومحلّلين وعملاء شبه عسكريين، إضافة إلى نحو 700 عنصر موجودين أصلاً في أفغانستان.
وأكد زعيم طالبان في أفغانستان، الملا عمر، أن الجيوش الأجنبية في أفغانستان ستمنى قريباً «بهزيمة ماحقة». وأكد الملا عمر، في رسالة لمناسبة نهاية رمضان بثّت على موقع لطالبان على الإنترنت، إن طالبان لا تؤيّد الرئيس الحالي حميد قرضاي ولا منافسه في انتخابات الرئاسة عبد الله عبد الله.
إلى ذلك، أعلنت لجنة الشكاوى الانتخابية التي ترعاها الأمم المتحدة واللجنة الانتخابية المستقلة المتهمة بالانحياز لمصلحة الرئيس حميد قرضاي، أنهما توافقتا على الآلية الواجب اتباعها لإعادة فرز جزئية للأصوات المشكوك فيها في الانتخابات الرئاسية التي جرت في آب الماضي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)