strong>شهد يوم أمس تصريحات وتهديدات لأتباع «القاعدة» في الصومال والسعودية، بالتزامن مع الكشف عن ضغط أميركي يمارَس على دول الساحل الأفريقي لتفعيل ملاحقة عناصر التنظيم والقضاء عليهم
وزع المتمردون الإسلاميون من «حركة الشباب» الصومالية التي تقاتل الحكومة المركزية، شريطاً مصوّراً أعلنوا فيه ولاءهم لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، الذي أكدوا «أنهم في خدمته»، ما يعكس التأثير المتنامي لفكر هذا التنظيم في الإسلاميين في الصومال. وفي الشريط الذي حمل عنوان «لبّيك يا أسامة» وبدأت المواقع الإلكترونية ببثه منذ الأحد الماضي، سُمع صوت قُدِّم على أنه صوت أمير «حركة الشباب»، الشيخ مختار أبو زبير، يتوجه إلى بن لادن بالقول «اقبلوا منا أحر التهاني، وهنيئاً لكم». ويضيف المتحدث «نتطلع إلى أن تقودنا في سبيل الجهاد ... في وقت يلتقي فيه القتال ضد المحتل مع الجهاد لقيام دولة إسلامية» في الصومال. كما أظهر الشريط لقطات لقتال في شوارع الصومال وتدريبات لمقاتلين إسلاميين وعروضاً لآليات عسكرية.
وأكد مسؤول من الحركة في مقديشو صحة الشريط، الذي عُمد إلى توزيعه على أقراص مدمجة في شوارع العاصمة الصومالية، موضحاً أن هدفه هو «إقناع الشباب بالانضمام إلى الجهاد». ولا يبدو الشريط حديثاً، إذ إنه أغفل ذكر العملية الانتحارية الدامية التي استهدفت قوة السلام الأفريقية في الصومال قبل أيام، أو ذكر القيادي في «القاعدة»، صالح علي صالح النبهاني، الذي أودت بحياته غارة أميركية في الصومال قبل نحو أسبوع. وفي السعودية، هدّد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في شريط مصوّر نُشر أمس على الإنترنت، بشنّ هجمات شديدة بعد الهجوم الانتحاري الفاشل الذي نفّذه عبد الله العسيري واستهدف مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف.
وقال زعيم التنظيم، ناصر الوحيشي، المعروف بأبو بصير، في الشريط الذي تضمن أيضاً المكالمة الهاتفية التي أجراها الانتحاري مع الأمير نايف، «أبشروا بما يسوؤكم». وأضاف «لقد نسج أبطالنا أكفانهم بدمائكم، وإن استطعتم أن تفرّوا من جلدكم فافعلوا فوالله إنهم سيستولون عليكم وعلى حصونكم ويأتونكم من حيث لا تحتسبون».
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «الخبر» الجزائرية أمس أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً كبيرة على الجزائر وليبيا وموريتانيا للتعجيل في إطلاق وتنشيط العمليات العسكرية الهجومية على تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
وكشف مصدر مطّلع للصحيفة عن أن مسؤول القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، الجنرال وليام وورد، أجرى مطلع الشهر الحالي اتصالات مع دول الساحل ومنها الجزائر بعدما تأخّر إطلاق العمليات العسكرية.
وقال المصدر نفسه إن الولايات المتحدة طالبت صراحةً بضرب معاقل «القاعدة» في شمال مالي من دون أي تأخير، خوفاً من تنامي قوة الجماعات المسلحة في الساحل، على شاكلة الوضع في الصومال. ولفت إلى أن تأخير إطلاق العمليات العسكرية مرتبط بالمفاوضات التي تجري حالياً لإقناع بعض عناصر «القاعدة» بإلقاء السلاح، وتواصل عمليات الرصد وجمع المعلومات عن شبكات «الإرهاب»، مؤكداً أن هذه الدول عمدت منذ بداية العام الحالي إلى إخضاع الجماعات المسلحة في الساحل لحصار عسكري مشدّد.
إلى ذلك، توقع المصدر أن تشهد منطقة الساحل والصحراء الأفريقية وشمال مالي تحديداً، عمليات لقوات أميركية أو أوروبية مشابهة لعملية تصفية النبهاني.
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)