بينما كان الرئيس الإيراني يستعد لاعتلاء منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت مجموعة «5+1» تنهي اجتماعاً بحضور الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، على مستوى وزراء الخارجية
نيويورك ـ نزار عبود
أصدرت مجموعة الدول الست المعنية بمناقشة الأزمة النووية مع إيران بياناً، أمس، أظهرت فيه من التودّد لطهران أكثر مما ينطوي على تحذير وتهديد، مع أنه تمسّك بسياسة المسارين، الترغيب والترهيب. ولم يشأ وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، المشاركة في الوقوف أمام العدسات، فأنيطت بوزير خارجية بريطانيا دافيد ميليباند القراءة والتوضيح. ودعت مجموعة الست، المؤلّفة من فرنسا وروسيا والصين وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا، في بيانها، إيران إلى تطبيق كل قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة ببرنامجها النووي، وحل القضايا العالقة بالحوار الودّي. لكنها عبّرت عن «المشاغل الجديّة» بالبرنامج بالنسبة إلى المجتمع الدولي، ودعت إلى بناء الثقة في أقرب وقت ممكن، عبر «حثّ» إيران على «تطبيق كل الإجراءات المطلوبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي، لبناء الثقة بالطبيعة السلمية البحتة في البرنامج النووي، في أقرب موعد ممكن».
ورحّب البيان بالانفتاح الذي تظهره السياسة الأميركية على إيران، ولا سيما بالمشاركة في المفاوضات المقررة معها في مطلع الشهر المقبل.
وقال البيان إن المجموعة لم تتوان عن التصريح بأنها تريد «التفاوض على اتفاقية بعيدة المدى من أجل حلّ القضية النووية». ورأت أن الحل يحصل بـ«بروحية الاحترام المتبادل، وهي ملتزمة بالبحث عن مضي الحلول قدماً».
وتناول البيان المشترك اجتماع الأول من تشرين المقبل بين المجموعة وإيران، الآيل إلى «توفير فرصة للبحث عن تسوية شاملة مناسبة وطويلة المدى بالحوار والتفاوض»، مشدداً على أن «قرارات لاحقة ستتخذ» بناءً على سياسة «معالجة المسارين».
إلّا أن وزيرة خارجية الولايات المتحدة، هيلاري كلينتون، شدّدت على وحدة موقف المجموعة، وأكدت وجوب الإسراع في التوصل إلى حل سريع، ملوّحة بتشديد العقوبات. وقالت كلينتون «لا ينبغي لأحد التقليل من التقدير بأننا مصمّمون على متابعة أحد المسارين أو كليهما، فالأمر رهن بالرد الإيراني. هذه عملية متوقفة على إيران».
في هذا الوقت، (أ ف ب، رويترز، يو بي آي)، قالت وكالة أنباء «شينخوا» الرسمية إن وزير الخارجية الصيني، يانغ جييتشي، كرّر موقف بلاده القائل بأن النزاع في شأن برنامج إيران النووي يجب حلّه بالحوار.
كذلك قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، جيانغ يو، «ما زلنا نعتقد أن العقوبات والضغوط ليست طريقاً للخروج» من الأزمة مع إيران.
في هذه الأثناء، قالت منظمة «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» المعارضة في المنفى، إنها تعرّفت إلى موقعين لم يكونا معروفين من قبل، قالت إن إيران تعمل فيهما على تطوير مواد شديدة الانفجار لاستخدامها في قنابل ذرية.
وقال المسؤول في المجلس الوطني، مهدي أبريشامتشي، إن المركزين اقتربا فيما يبدو من القدرة على إنتاج أنظمة تفجير مناسبة ستكون مكوّنات حيوية لأي سلاح نووي.
وأشار في مؤتمر صحافي، عقد في باريس، إلى مركز للإدارة والبحث، في شرق طهران، قال إن عمليات محاكاة بالحواسيب على الاختراق والتأثير تجرى في هذا المركز.
كذلك كشف عن موقع آخر في قرية تدعى سانجاريان، تبعد ما يقرب من 30 كيلومتراً شرقي العاصمة الإيرانية، ادّعى أنه الموقع الذي يجري فيه تصنيع المكوّنات المستخدمة في أنظمة التفجير.
من جهة أخرى، اتّهم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، الغرب بالتآمر على بلاده.
ونقل التلفزيون الإيراني عن خامنئي قوله، في اجتماع لمجلس الخبراء، إن «العدو جاء ليتصدّى للجمهورية الإسلامية بحرب نفسية.. ويجب ألّا يتجاهل المرء خطط العدو للتآمر وبذر الفرقة»، مشيراً إلى أن إمكان اندلاع حرب في ظل الظروف الحالية «ضعيف جداً».
وقال خامنئي إن «الحكومة البريطانية، مع حصيلة قاتمة تمتد مئتي عام ضد إيران، والولايات المتحدة ودولاً أخرى، لا تزال تشيد بالبعض (مجموعات المعارضة) وتؤكد أنها تدعم الإيرانيين».
وأضاف «علينا ألا نتجاهل مؤامرات الأعداء الساعين إلى إحداث انقسام بيننا».
وأكد خامنئي أيضاً أن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا «راضيتين» عن الحوادث التي وقعت بعد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في حزيران.
وكان أعضاء مجلس خبراء القيادة قد جددوا «بيعتهم» لخامنئي ودعمهم لمواقفه، كذلك أكدوا «محورية» ولاية الفقيه في النظام الإسلامي.