بدا مبعوث الرباعية الدولية، طوني بلير، متفائلاً حيال إمكان استئناف المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية، بعد يوم واحد على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما الطرفين إلى إعادة إطلاقها. وقال، لشبكة «سي أن أن» الأميركية، أمس، «أعتقد أن هذا ما سيحدث بالفعل خلال الأسابيع القليلة المقبلة»، مضيفاً أن «المسألة في النهاية هي: ما هو السياق الذي ستنطلق على أساسه المفاوضات؟». وأوضح أن مخاوف الفلسطينيين تكمن في اعتبارهم «أن المفاوضات لن تتّسم بالصدقية إذا لم توضع بعض الشروط، فيما الإسرائيليون يصرّون على إجراء المفاوضات من دون أي شروط».ورأى بلير أن «ما سيحدث، ويجب أن يحدث، هو أننا نسعى جاهدين إلى تحديد السياق الذي سيجري من خلاله البدء بالمفاوضات»، مضيفاً أنه «لن يضم كل الأشياء التي يريدها الطرفان».
ولفتت «سي إن إن» إلى أن استطلاعاً للرأي أجراه «معهد السلام الدولي» أشار إلى أن «55 في المئة من الفلسطينيين يريدون التوصل إلى حل الدولتين، وهم مستعدون ليكونوا شركاء سلام مع إسرائيل للتوصل إلى هذا الحل».
في هذا الوقت، هاجمت حركة «حماس» أوباما واتهمته بـ«الانقلاب على مواقفه السابقة والتماهي مع مفردات الرؤية الصهيونية للحل السياسي»، فيما طالبت الرئيس محمود عباس وفريقه «بالتوقف تماماً عن المفاوضات العبثية والفاشلة مع العدو».
وانتقدت الحركة بشدة «انحياز الإدارة الأميركية إلى الاحتلال الصهيوني على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتراجع أوباما عن مواقفه السابقة تراجعاً فاضحاً أمام (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو وبحضور السيد عباس في نيويورك». وأوضحت أن «أوباما تراجع بعدما طالب حكومة الاحتلال باتخاذ خطوات من شأنها ضبط البناء في المستعمرات، بديلاً من مطالبته السابقة بتجميد الاستيطان»، وتأكيده ضرورة «استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة».
ورأت الحركة الإسلامية أن «دعوة أوباما إلى مفاوضات ثنائية بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني في الوقت الراهن، تأتي تراجعاً عن دعوته السابقة إلى مفاوضات شاملة على المسارات كلها مع الدول العربية المعنية»، مؤكدة أن «الكيان الصهيوني هو المنتصر الوحيد من القمة الثلاثية، لتحقيقه كل ما يريد، من مواصلة الاستيطان وتهويد الأرض الفلسطينية واستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة»، بينما «عباس وفريق أوسلو هم الخاسر الأكبر».
وأكدت «حماس» أن «البديل لهذه الخطوات العبثية هو التوقف عن محاولات الانفراد واتخاذ القرارات الوطنية في معزل عن الإجماع الفلسطيني، والذهاب إلى حضن الشعب الفلسطيني، وإنجاح جهود المصالحة الوطنية التي ترعاها الشقيقة مصر، والتوقف عن وضع العقبات والعراقيل أمام جهود المصالحة ولمِّ الشمل الفلسطيني». ودعت الدول العربية إلى «التمسّك بمقاطعة الكيان الصهيوني، ورفض كل الضغوط الرامية إلى التطبيع المجاني مع الاحتلال، ورفض دعوة أوباما الدول العربية إلى تقديم ما يسمّى بوادر حسن النية تجاه المجرم نتنياهو وحكومته المتطرفة».
‏وكان رئيس دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينية، صائب عريقات، قد أكد «أننا نريد استئناف المفاوضات»، إلّا أنه أشار إلى أن «الفلسطينيين يريدون التأكد من وقف إسرائيل بناءها للمستوطنات في الضفة وشرق القدس».
(الأخبار، يو بي آي)